ولهذا أيضاً تكرّر النهى في الروايات الإسلامية عن السجود لغير الله ومنها :
الروايات السبع التي وردت في (وسائل الشيعة) في أبواب السجود الباب ٢٧ حيث نقرأ في إحدى الروايات أنّ النبي صلىاللهعليهوآله خاطب مشركي العرب : «اخبروني عنكم إذا عبدتم صور من كان يعبد الله فسجدتم له أو صلّيتم ووضعتم الوجوه الكريمة على التراب بالسجود بها فما الذي بَقَّيْتُم لربّ العالمين؟ أما علمتم أنّ من حقّ من يلزم تعظيمه وعبادته أن لا يساوي عبيده؟» (١).
وهناك روايات عديدة تتضمّن الإجابة على السؤال حول كيفية سجود يعقوب وأبنائه بين يدي يوسف ، أو كيفية جواز سجود الملائكة لآدم.
١ ـ عن أبي الحسن الرضا عليهالسلام : «أمّا سجود يعقوب وولده فإنّه لم يكن ليوسف إنّما كان ذلك منهم طاعةً لله وتحيّةً ليوسف ، كما كان السجود من الملائكة لآدم ، ولم يكن لآدم إنّما كان ذلك منهم طاعةً لله وتحيّةً لآدم فسجد يعقوب وولده ويوسف معهم شكراً لله لاجتماع شملهم ألا ترى إنّه يقول في شكره في ذلك الوقت : ربِّ قَد آتَيتنى من المُلك الآية.
٢ ـ عن الإمام العسكري عليهالسلام قال : «لم يكن له سجودهم ـ يعني الملائكة لآدم إنّما كان آدم قبلة لهم يسجدون نحوه لله عزوجل ، وكان بذلك معظّماً مبجّلاً له ، ولا ينبغي لأحد أن يسجد لأحد من دون الله يخضع له كخضوعه لله ويعظّمه بالسجود له كتعظيمه لله ، ولو أمرت أحداً أن يسجد هكذا لغير الله لأمرت ضعفاء شيعتنا وسائر المكلّفين من متّبعينا أن يسجدوا لمن توسّط في علوم علي عليهالسلام وحي رسول الله صلىاللهعليهوآله ومحض وداد خير خلق الله علي عليهالسلام بعد محمّد رسول الله صلىاللهعليهوآله ...» الحديث.
والنتيجة من هذه الروايات واحدة تقريباً وهي نفي السجود لغير الله ، وقد نقل العلّامة المجلسي في (بحار الأنوار) روايات عديدة في هذا الباب (٢).
وقد ورد في القصّة المعروفة حول هجرة المسلمين إلى الحبشة ، إنّهم حينما دخلوا على
__________________
(١) وسائل الشيعة ، ج ٦ ، ص ٣٨٦ ، ح ٣.
(٢) بحار الأنوار ، ج ١١ ، ص ١٣٨ و ١٣٩ ، ح ٢ ، ٣ ، ٤ ، ٦.