نفحات القرآن [ ج ٣ ]

قائمة الکتاب

البحث

البحث في نفحات القرآن

إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
إضاءة الخلفية
200%100%50%
بسم الله الرحمن الرحيم
عرض الکتاب

والشقّ ربّما يكون للتخريب وربّما للإصلاح ولذا يستعمل للمعنيين.

وبما أنّ (الخلق) بمثابة كشف حجاب ظلمات العدم ، فيكون أحد المعاني المهمّة لهذه المفردة هو الإيجاد والخلق ، ولنفس السبب يعطي معنى الإبداع والإختراع أيضاً.

ويطلق لفظ (الإفطار) على تناول الغذاء بعد أذان المغرب أو إبطال الصوم ، فالصوم يُعد حالة متصله ومستمرة وعند تناول المفطر فإنّ هذه الحالة تُقطع أو تُهدم ، ولهذا سميت حالة إبطال أو قطع الصوم بالإفطار.

كما يستعمل هذا اللفظ في إنبات النباتات أيضاً وذلك لانفطار الأرض أثناء خروج النباتات منها ، كما يطلق على عملية استخراج اللبن من الضرع باصبعين ، فكأنّه ينشقّ ويخرج منه اللبن.

نقل عن ابن عبّاس قوله : لم أعرف معنى (فاطر السماوات والأرض) جيّداً حتّى جاء إليّ رجلان أعرابيان يتنازعان على بئر ، فقال أحدهما لإثبات ملكيته :

أنا فطرتها بمعنى (أنا حفرتها) ، هنا أدركت أنّ (الفطر) يعني الإيجاد والإبتداء في الشيء. ويطلق على البثور التي تظهر في وجوه الشباب من البنين والبنات اسم (تقاطير) أو (تفاطير) (١).

وإذا ما لاحظنا اعتبار بعض اللغويين مفردة (فطرة) بمعنى الدين والشرع إنّما هو لوجودها في خلقة الإنسان منذ البداية كما سيأتي.

* * *

جمع الآيات وتفسيرها

الخلق الثابت والراسخ :

الآية الاولى التي تصرّح بأنّ (الدين) هو أمر فطري وتخاطب النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : (فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفاً) (٢).

__________________

(١) لسان العرب ؛ مفردات الراغب ؛ نهاية ابن الأثير ؛ ومجمع البحرين.

(٢) «حنيف» من «حنف» ويعني كلّ ميل أو انحراف ، وجاء بمعنى الميل من الضلال إلى الهدى ، ومن الباطل إلى ـ