خِفافاً وَثِقالاً وَجاهِدُوا بِأَمْوالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللهِ ذلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ) (٤١) [سورة التوبة : ٤٠ ـ ٤١]؟!
الجواب / قال جعفر بن محمّد الصادق عليهالسلام : قال عليّ بن الحسين عليهالسلام : «لمّا لقّنه جابر بن عبد الله الأنصاريّ رسالة جدّه رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم إلى ابنه الباقر عليهالسلام قال له عليّ بن الحسين عليهالسلام : يا جابر ، أكنت شاهدا حديث جدّي رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم يوم الغار؟ قال جابر : لا ، يابن رسول الله. قال : إذن أحدّثك ، يا جابر؟ قال : حدّثني ، جعلت فداك ، فقد سمعته من جدّك صلىاللهعليهوآلهوسلم.
فقال : إنّ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم لما هرب إلى الغار من مشركي قريش حيث كبسوا داره لقتله ، وقالوا : اقصدوا فراشه حتى نقتله فيه. فقال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم لأمير المؤمنين (صلوات الله عليه) : يا أخي ، إن مشركي قريش يكبسوني في هذه الليلة ، ويقصدون فراشي ، فما أنت صانع يا عليّ؟
قال له أمير المؤمنين : أنا ـ يا رسول الله ـ اضطجع في فراشك ، وتكون خديجة (١) في موضع من الدّار ، وأخرج وأستصحب الله حيث تأمن على نفسك. فقال له رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : فديتك يا أبا الحسن ـ أخرج لي ناقتي العضباء حتى أركبها ، وأخرج إلى الله هاربا من مشركي قريش ، وافعل بنفسك ما تشاء ، والله خليفتي عليك وعلى خديجة.
فخرج رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وركب الناقة وسار ، وتلقّاه جبرئيل عليهالسلام فقال : يا رسول الله ، إنّ الله أمرني أن أصحبك في مسيرك وفي الغار الذي تدخله
__________________
(١) المراد بخديجة هنا ، خديجة الكبرى عليهاالسلام على ما يأتي في سياق الحديث ، وهو غير صحيح ، إذ أنّها توفّيت في عام الحزن ، قبل الهجرة بثلاث سنين ، وقيل : بسنة ، وكلا التأريخين لا يدلّان على بقاء خديجة عليهاالسلام إلى زمان الهجرة ، وسيأتي توضيح عن هذه المسألة في ذيل هذا الحديث.