مِنَ اللهِ وَمَأْواهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ (١٦) فَلَمْ تَقْتُلُوهُمْ وَلكِنَّ اللهَ قَتَلَهُمْ وَما رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلكِنَّ اللهَ رَمى وَلِيُبْلِيَ الْمُؤْمِنِينَ مِنْهُ بَلاءً حَسَناً إِنَّ اللهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (١٧) ذلِكُمْ وَأَنَّ اللهَ مُوهِنُ كَيْدِ الْكافِرِينَ (١٨) إِنْ تَسْتَفْتِحُوا فَقَدْ جاءَكُمُ الْفَتْحُ وَإِنْ تَنْتَهُوا فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَإِنْ تَعُودُوا نَعُدْ وَلَنْ تُغْنِيَ عَنْكُمْ فِئَتُكُمْ شَيْئاً وَلَوْ كَثُرَتْ وَأَنَّ اللهَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ) (١٩) [الأنفال : ١٩ ـ ١٢]؟!
الجواب / قال يوسف أبو محمّد : سألت أبا جعفر عليهالسلام ، فقلت : (إِذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى الْمَلائِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ) ، فقال : «إلهام» (١).
وقال عليّ بن إبراهيم : قوله تعالى : (ذلِكَ بِأَنَّهُمْ شَاقُّوا اللهَ وَرَسُولَهُ) أي عادوا الله ورسوله ، ثم قال عزوجل : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا زَحْفاً) أي يدنو بعضكم من بعض (٢).
وقال أمير المؤمنين عليهالسلام : «إنّ الرّعب والخوف من جهاد المستحق للجهاد والمتوازرين على الضّلال ، ضلال في الدّين ، وسلب للدّنيا ، مع الذل والصغار ، وفيه استيجاب النار بالفرار من الزحف عند حضرة القتال ، يقول الله عزوجل : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا زَحْفاً فَلا تُوَلُّوهُمُ الْأَدْبارَ)(٣).
وقال أبو أسامة زيد الشّحّام ، قلت لأبي الحسن عليهالسلام : جعلت فداك ، إنّهم يقولون : ما منع عليّا إن كان له حقّ أن يقوم بحقّه؟
فقال : «إنّ الله لم يكلّف هذا أحدا إلّا نبيّه صلىاللهعليهوآلهوسلم قال له : (فَقاتِلْ فِي سَبِيلِ
__________________
(١) تفسير القميّ : ج ١ ، ص ٢٧٠.
(٢) الكافي : ج ٥ ، ص ٣٨ ، ح ١.
(٣) النساء ٤ : ٨٤.