اللهِ لا تُكَلَّفُ إِلَّا نَفْسَكَ)(١) وقال لغيره : (إِلَّا مُتَحَرِّفاً لِقِتالٍ أَوْ مُتَحَيِّزاً إِلى فِئَةٍ) فعليّ عليهالسلام لم يجد فئة ، ولو وجد فئة لقاتل ـ ثمّ قال ـ : لو كان (٢) جعفر وحمزة حيّين ، بقي رجلان قال : (مُتَحَرِّفاً لِقِتالٍ أَوْ مُتَحَيِّزاً إِلى فِئَةٍ) قال : متطرّدا يريد الكرّة عليهم ، أو متحيّزا ، يعني متأخّرا إلى أصحابه من غير هزيمة ، فمن انهزم حتى يجوز صفّ أصحابه فقد باء بغضب من الله» (٣).
وقال عليّ بن إبراهيم ، في قوله تعالى : (فَلا تُوَلُّوهُمُ الْأَدْبارَ وَمَنْ يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ إِلَّا مُتَحَرِّفاً لِقِتالٍ) يعني يرجع (أَوْ مُتَحَيِّزاً إِلى فِئَةٍ) يعني يرجع إلى صاحبه وهو الرّسول أو الإمام (فَقَدْ باءَ بِغَضَبٍ مِنَ اللهِ وَمَأْواهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ) ، ثمّ قال : (فَلَمْ تَقْتُلُوهُمْ وَلكِنَّ اللهَ قَتَلَهُمْ) أي أنزل الملائكة حتى قتلوهم ، ثمّ قال : (وَما رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلكِنَّ اللهَ رَمى) يعني الحصى الذي حمله رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ورمى به في وجوه قريش ، وقال : «شاهت الوجوه» (٤).
وقال عليّ بن الحسين عليهالسلام : «ناول رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم عليّ بن أبي طالب عليهالسلام قبضة من تراب التي رمى بها في وجوه المشركين ، فقال الله : (وَما رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلكِنَّ اللهَ رَمى)(٥).
__________________
(١) قال العلامة المجلسي : قوله «لو كان» كلمة (لو) للتمنّي ، أو الجزاء محذوف ، أي لم يترك القتال ، أو يكون تفسيرا للفئة ، والمراد بالرجلين عباس وعقيل. بحار الأنوار : ج ٨ ، ص ١٤٦.
(٢) تفسير العيّاشي : ج ٢ ، ص ٥١ ، ح ٣١.
(٣) تفسير القميّ : ج ١ ، ص ٢٧٠.
(٤) تفسير العيّاشي : ج ٢ ، ص ٥٢ ، ح ٣٤.
(٥) المناقب : ج ١ ، ص ١٨٩ ، فرائد السمطين : ج ١ ، ص ٢٣٢ ، ح ١٨١ ، الدر المنثور : ج ٤ ، ص ٤٠.