مِنْ دُونِ اللهِ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ (١٣) فَإِلَّمْ يَسْتَجِيبُوا لَكُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّما أُنْزِلَ بِعِلْمِ اللهِ وَأَنْ لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ فَهَلْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ) (١٤) [هود : ١٤ ـ ١٣]؟!
الجواب / قال عمّار بن سويد : سمعت أبا عبد الله عليهالسلام يقول في هذه الآية : (فَلَعَلَّكَ تارِكٌ بَعْضَ ما يُوحى إِلَيْكَ وَضائِقٌ بِهِ صَدْرُكَ) إلى قوله : (أَوْ جاءَ مَعَهُ مَلَكٌ).
قال : «إن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم لمّا نزل قديدا ، قال لعليّ عليهالسلام : إني سألت ربّي أن يوالي بيني وبينك ففعل ، وسألت ربّي أن يؤاخي بيني وبينك ففعل ، وسألت ربّي أن يجعلك وصيّي ففعل.
فقال رجل من قريش : والله لصاع من تمر في شنّ بال أحبّ إلينا ممّا سأل محمّد ربّه ، فهلّا سأل ربّه ملكا يعضده على عدوّه ، أو كنزا يستغني به عن فاقته؟ والله ما دعاه إلى حقّ ولا باطل إلّا أجابه إليه. فأنزل الله عليه : (فَلَعَلَّكَ تارِكٌ بَعْضَ ما يُوحى إِلَيْكَ) إلى آخر الآية».
قال : «ودعا رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم لأمير المؤمنين في آخر صلاته ، رافعا بها صوته ، يسمع الناس : اللهمّ هب لعليّ المودّة في صدور المؤمنين ، والهيبة والعظمة في صدور المنافقين ، فأنزل الله : (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمنُ وُدًّا فَإِنَّما يَسَّرْناهُ بِلِسانِكَ لِتُبَشِّرَ بِهِ الْمُتَّقِينَ وَتُنْذِرَ بِهِ قَوْماً لُدًّا)(١) بني أميّة.
قال رجل : والله لصاع من تمر في شنّ بال أحبّ إليّ ممّا سأل محمد ربه ، أفلا سأله ملكا يعضده ، أو كنزا يستظهر به على فاقته؟! فأنزل الله فيه عشر آيات من هود ، أوّلها : (فَلَعَلَّكَ تارِكٌ بَعْضَ ما يُوحى إِلَيْكَ) إلى (أَمْ
__________________
(١) مريم : ٩٦ ـ ٩٧.