أربعة وستّون رجلا ، قالوا : سحر وكذب. قال : فانتهوا إلى الجميع ، فقال الستّة : حقّ ، وقال الجميع : كذب وسحر ، قال : فانصرفوا على ذلك ثمّ ارتاب من الستّة واحد ، فكان فيمن عقرها».
قال ابن محبوب : فحدّثت بهذا الحديث رجلا من أصحابنا ، يقال له : سعيد بن يزيد ، فأخبرني أنه رأى الجبل الذي خرجت منه بالشام ، قال : فرأيت جنبها قد حكّ الجبل فأثّر جنبها فيه ، وجبل آخر بينه وبين هذا ميل (١).
وقال أبو بصير قلت لأبي عبد الله عليهالسلام : (كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِالنُّذُرِ فَقالُوا أَبَشَراً مِنَّا واحِداً نَتَّبِعُهُ إِنَّا إِذاً لَفِي ضَلالٍ وَسُعُرٍ أَأُلْقِيَ الذِّكْرُ عَلَيْهِ مِنْ بَيْنِنا بَلْ هُوَ كَذَّابٌ أَشِرٌ)(٢)؟
قال : «هذا فيما كذّبوا به صالحا ، وما أهلك الله عزوجل قوما قطّ حتى يبعث إليهم قبل ذلك الرّسل ، فيحتجّوا عليهم ، فبعث الله إليهم صالحا فدعاهم إلى الله ، فلم يجيبوه وعتوا عليه ، وقالوا : لن نؤمن لك حتى تخرج لنا من هذه الصّخرة ناقة عشراء ، وكانت الصّخرة يعظمونه ويعبدونها ، ويذبحون (٣) عندها في رأس كلّ سنة ، ويجتمعون عندها ، فقالوا له : إن كنت كما تزعم نبيّا رسولا ، فادع لنا إلهك حتى يخرج لنا من هذه الصّخرة الصمّاء ناقة عشراء (٤) ، فأخرجها الله كما طلبوا منه.
ثمّ أوحى الله تبارك وتعالى إليه : أن ـ يا صالح ـ قل لهم : إن الله قد جعل لهذه الناقة من الماء شرب يوم ، ولكم شرب يوم. وكانت الناقة إذا كان يوم شربها شربت الماء ذلك اليوم ، فيحلبونها فلا يبقى صغير ولا كبير إلا شرب من لبنها يومهم ذلك ، فإذا كان الليل وأصبحوا ، غدوا إلى مائهم فشربوا
__________________
(١) الكافي : ج ٨ ، ص ١٨٥ ، ح ٢١٣.
(٢) القمر : ٢٣ ـ ٢٥.
(٣) في «ط» : ويدعون.
(٤) في «ط» : حمراء.