أخيه ، ولذلك قال إخوة يوسف : (إِنْ يَسْرِقْ فَقَدْ سَرَقَ أَخٌ لَهُ مِنْ قَبْلُ) يعنون المنطقة : (فَأَسَرَّها يُوسُفُ فِي نَفْسِهِ وَلَمْ يُبْدِها لَهُمْ)(١).
نرجع إلى الرواية قال : فاجتمعوا إلى يوسف ، وجلودهم تقطر دما أصفر ، فكانوا يجادلونه في حبسه ـ وكان ولد يعقوب إذا غضبوا خرج من ثيابهم شعر ويقطر من رؤوسها دم أصفر ـ وهم يقولون : (يا أَيُّهَا الْعَزِيزُ إِنَّ لَهُ أَباً شَيْخاً كَبِيراً فَخُذْ أَحَدَنا مَكانَهُ إِنَّا نَراكَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ) فأطلق عن هذا ، فلمّا رأى يوسف ذلك ، قال : (مَعاذَ اللهِ أَنْ نَأْخُذَ إِلَّا مَنْ وَجَدْنا مَتاعَنا عِنْدَهُ) ولم يقل : إلّا من سرق متاعنا (إِنَّا إِذاً لَظالِمُونَ فَلَمَّا اسْتَيْأَسُوا مِنْهُ) وأرادوا الانصراف إلى أبيهم ، قال لهم لاوي بن يعقوب : (أَلَمْ تَعْلَمُوا أَنَّ أَباكُمْ قَدْ أَخَذَ عَلَيْكُمْ مَوْثِقاً مِنَ اللهِ) في هذا (وَمِنْ قَبْلُ ما فَرَّطْتُمْ فِي يُوسُفَ) فارجعوا أنتم إلى أبيكم ، فأمّا أنا ، فلا أرجع إليه (حَتَّى يَأْذَنَ لِي أَبِي أَوْ يَحْكُمَ اللهُ لِي وَهُوَ خَيْرُ الْحاكِمِينَ) ثمّ قال لهم : (ارْجِعُوا إِلى أَبِيكُمْ فَقُولُوا يا أَبانا إِنَّ ابْنَكَ سَرَقَ وَما شَهِدْنا إِلَّا بِما عَلِمْنا وَما كُنَّا لِلْغَيْبِ حافِظِينَ وَسْئَلِ الْقَرْيَةَ الَّتِي كُنَّا فِيها وَالْعِيرَ الَّتِي أَقْبَلْنا فِيها) أي أهل القرية وأهل العير (وَإِنَّا لَصادِقُونَ).
قال : فرجع إخوة يوسف إلى أبيهم وتخلّف يهودا (٢) ، فدخل على يوسف ، فكلّمه حتى ارتفع الكلام بينه وبين يوسف وغضب ، وكانت على كتف يهودا شعرة ، فقامت الشعرة فأقبلت تقذف بالدّم ، وكان لا يسكن حتى يمسّه بعض أولاد يعقوب ـ قال ـ وكان بين يدي يوسف ابن له ، في يده رمّانة من ذهب يلعب بها ، فلمّا رأى يوسف أن يهودا قذ غضب وقامت الشعرة تقذف بالدّم ، أخذ الرمّانة من الصبيّ ، ثمّ دحرجها نحو يهودا وتبعها الصبيّ
__________________
(١) عيون أخبار الرضا عليهالسلام : ص ٧٦ ، ح ٦.
(٢) وقيل أنّه : لاوي.