قد أتوا بسلطان. وهو قول الله : (فَلَمَّا أَحَسُّوا بَأْسَنا إِذا هُمْ مِنْها يَرْكُضُونَ لا تَرْكُضُوا وَارْجِعُوا إِلى ما أُتْرِفْتُمْ فِيهِ وَمَساكِنِكُمْ لَعَلَّكُمْ تُسْئَلُونَ)(١) ـ قال ـ : «يعني الكنوز التي كنتم تكنزون (قالُوا يا وَيْلَنا إِنَّا كُنَّا ظالِمِينَ فَما زالَتْ تِلْكَ دَعْواهُمْ حَتَّى جَعَلْناهُمْ حَصِيداً خامِدِينَ)(٢) لا يبقى منهم مخبر.
ثم يرجع إلى الكوفة فيبعث الثلاث مائة والبضعة عشر رجلا إلى الآفاق كلّها فيمسح بين أكتافهم وعلى صدورهم ، فلا يتعايون (٣) في قضاء ، ولا تبقى في الأرض قرية إلا نودي فيها شهادة أن لا إله إلا الله ، وحده لا شريك له ، وأنّ محمدا رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وهو قوله : (وَلَهُ أَسْلَمَ مَنْ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ طَوْعاً وَكَرْهاً وَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَ)(٤) ولا يقبل صاحب هذا الأمر الجزية كما قبلها رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وهو قول الله : (وَقاتِلُوهُمْ حَتَّى لا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ).
قال أبو جعفر عليهالسلام : «يقاتلون ـ والله ـ حتى يوحّد الله ، ولا يشرك به شيئا ، وحتى تخرج العجوز الضعيفة من المشرق تريد المغرب ولا ينهاها أحد ، ويخرج الله من الأرض بذرها ، وينزل من السماء قطرها ، ويخرج الناس خراجهم على رقابهم إلى المهديّ عليهالسلام ويوسّع الله على شيعتنا ، ولو لا ما يدركهم من السعادة لبغوا.
فبينا صاحب هذا الأمر قد حكم ببعض الأحكام ، وتكلّم ببعض الكلام ، إذ خرجت خارجة من المسجد يريدون الخروج عليه ، فيقول لأصحابه : انطلقوا. فيلحقونهم في التمارين ، فيأتون بهم أسرى ليأمر بهم فيذبحون ، وهي آخر خارجة تخرج على قائم آل محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم» (٥).
__________________
(١) الأنبياء ٢١ : ١٢ ، ١٣.
(٢) الأنبياء ٢١ : ١٤ ، ١٥.
(٣) عيّ بالأمر : عجز عنه ، أو جهله.
(٤) آل عمران ٣ : ٨٣.
(٥) تفسير العيّاشي : ج ٢ ، ص ٥٦ ، ح ٤٩.