وميكائيل عن يساره ، يسير الرّعب أمامه شهرا وخلفه شهرا ، أمدّه الله بخمسة آلاف من الملائكة مسوّمين حتى إذا صعد النجف قال لأصحابه : تعبّدوا ليلتكم هذه ، فيبيتون بين راكع وساجد ، يتضرّعون إلى الله حتى إذا أصبح ، قال : خذوا بنا طريق النخيلة (١). وعلى الكوفة خندق مخندق وجند مجنّد».
قلت : وجند مجنّد؟ قال : «إي والله حتى ينتهي إلى مسجد إبراهيم عليهالسلام بالنّخيلة ، فيصلّي فيه ركعتين ، فيخرج إليه من كان بالكوفة من مرجئها وغيرهم من جيش السّفياني ، فيقول لأصحابه : استطردوا لهم ، ثم يقول : كرّوا عليهم» قال أبو جعفر عليهالسلام : «ولا يجوز ـ والله ـ الخندق منهم مخبر».
«ثمّ يدخل الكوفة فلا يبقى مؤمن إلا كان فيها ، أو حنّ إليها ، وهو قول أمير المؤمنين عليهالسلام ، ثمّ يقول لأصحابه : سيروا إلى هذه الطاغية ، فيدعوه إلى كتاب الله وسنّة نبيّه صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فيعطيه السّفياني من البيعة سلما ، فيقول له كلب ، وهم أخواله : ما هذا؟ ما صنعت؟ والله ما نبايعك على هذا أبدا. فيقول : ما أصنع؟ فيقولون : استقبله ، ثم يقول له القائم : خذ حذرك ، فإنني أدّيت إليك وأنا مقاتلك. فيصبح فيقاتلهم ، فيمنحه الله أكتافهم ، ويأتي السّفياني أسيرا ، فينطلق به ويذبحه بيده.
ثمّ يرسل جريدة خيل (٢) إلى الرّوم ليستحضروا بقيّة بني أميّة ، فإذا انتهوا إلى الرّوم ، قالوا : أخرجوا إلينا أهل ملّتنا عندكم ، فيأبون ، ويقولون : والله لا نفعل ، فتقول الجريدة : والله لو أمرنا لقاتلناكم. ثم ينطلقون إلى صاحبهم فيعرضون ذلك عليه ، فيقول : انطلقوا فأخرجوا إليهم أصحابهم ، فإن هؤلاء
__________________
(١) النخيلة : موضع قرب الكوفة. «معجم البلدان ٥ : ٢٧٨».
(٢) الجريدة من الخيل : الجماعة التي جردت من سائرها لوجه. «الصحاح ـ جرد ـ ٢ : ٤٥٥».