.................................................................................................
______________________________________________________
للخطاب الحقيقي ، وفرض استعمالها في الخطاب الحقيقي لكان العموم الواقع في تلو تلك الأدوات مختصا بالحاضرين ، ولا يشمل المعدومين ؛ إذ لا يصح خطاب المعدوم بالخطاب الحقيقي إلا من باب المجاز بعد التأويل والتنزيل.
وكيف كان ؛ فالظاهر ـ عند المصنف ـ عدم وضع أداة الخطاب للخطاب الحقيقي ؛ بل للخطاب الإيقاعي الإنشائي ، فيستعمل فيما وضع له أعني : الخطاب الإيقاعي بدواع مختلفة ـ كما في كلام المصنف ـ فلا يقتضي وضعا اختصاص المدخول بالحاضر.
نعم ؛ لا يبعد اقتضاؤه إياه انصرافا لو لم يكن هناك مانع عن الانصراف ، كما في خطابات الشرع ، فإنه في مقام جعل القانون بنحو القضية الحقيقية.
ويشهد لما ذكره المصنف من عدم اختصاص الوضع بالخطاب الحقيقي ـ بل للخطاب الإيقاعي ـ صحة النداء بالأدوات مع إرادة العموم من الواقع تلوها للغائبين والمعدومين جميعا ، مع عدم رعاية تنزيل الغائب والمعدوم منزلة الحاضر والموجود ، إذ على فرض الوضع للخطاب الحقيقي لما صحّت إرادة العموم إلا بالتنزيل والعناية ، ورعاية قرينة المجاز.
٣ ـ توهّم كون التنزيل ـ الذي هو سبب صحة الاستعمال ـ في العموم ارتكازيا ، لأنّ إرادة العموم من تالي الأدوات ليست لأجل وضعها للخطاب الحقيقي ، وعلى هذا فلا تشهد صحة النداء بالأدوات ـ مع إرادة العموم من تاليها لغير المشافهين ـ بوضعها للخطاب الإنشائي ، ولازم هذا : إنكار وضع الأدوات للخطاب الإيقاعي الإنشائي الذي ادعاه المصنف مدفوع ، بأنّه لو كان تنزيل غير الصالح للإفهام منزلة الصالح له ارتكازيا للزم حصول العلم به بعد التأمل والتفتيش عنه ، مع إنّه ليس كذلك ، فعدم حصول العلم بالتنزيل ، وعدم وجدانه بالتفتيش دليل على عدم التنزيل ؛ إذ لا نرى في المقام تنزيلا حتى بعد التأمل والتفتيش ؛ بل نرى استعمال النداء في المعدوم والغائب على حدّ استعماله في خصوص الحاضرين في عدم التنزيل ورعاية العلاقة ، وهذا كاشف عن وضع أدوات النداء ، للخطاب الإيقاعي الإنشائي.
نعم ؛ من يقول : بمنع وضعها للخطاب الإنشائي ، بل بوضعها للخطاب الحقيقي فلا مناص له حينئذ عن الالتزام باختصاص ما يقع في تلوها بالحاضرين في مجلس الخطاب فقط.
٤ ـ وتوهم : صحة التزام التعميم في خطاباته تعالى لغير الموجودين ، فضلا عن الغائبين بلحاظ : إحاطته بكل من الموجود والمعدوم ، فالكل بالنسبة إلى ساحته تعالى من