أنّ التقيّة كما تحصل ببيان ما يوافق العامّة ، كذلك تحصل بمجرّد إلقاء الخلاف بين الشيعة كي لا يعرفوا فيؤخذ برقابهم. وهذا الكلام ضعيف ؛ لأن الغالب اندفاع الخوف بإظهار الموافقة مع الأعداء ، وأمّا الاندفاع بمجرّد رؤية الشيعة مختلفين مع اتفاقهم على مخالفتهم فهو وإن أمكن حصوله أحيانا لكنّه نادر جدا ، فلا يصار إليه في جلّ الأخبار المختلفة.
مضافا إلى مخالفته لظاهر قوله عليهالسلام ، في الرواية المتقدّمة : (ما سمعت منّي يشبه
____________________________________
الاختلاف من جهة اختلاف كلمات الأئمة عليهمالسلام ، مع المخاطبين ، وأنّ هذا الاختلاف لما هو منهم عليهمالسلام ، وفي نسخة [وأنّ الاختلاف إنّما هو منهم عليهمالسلام].
واستشهد على ذلك بأخبار زعمها دالّة على أنّ التقيّة كما تحصل ببيان ما يوافق العامّة إذا توقف دفع شرّهم عليها.
كذلك تحصل بمجرّد إلقاء الخلاف بين الشيعة كي لا يعرفوا فيؤخذ برقابهم كما عرفت في رواية زرارة المتقدّمة.
وحاصل الكلام في المقام أنّ غرض صاحب الحدائق من بيان وجود التقيّة حتى في المخالفين لهم هو حلّ هذا السؤال ، وأمّا في مقام الترجيح ، فهو يعترف باختصاص الترجيح بها بما إذا كان أحدهما موافقا للعامّة.
وهذا الكلام ضعيف ؛ لأن الغالب اندفاع الخوف بإظهار الموافقة مع الأعداء ، وأمّا الاندفاع بمجرّد رؤية الشيعة مختلفين مع اتفاقهم على مخالفتهم فهو وإن أمكن حصوله أحيانا لكنّه نادر جدا ، فلا يصار إليه في جلّ الأخبار المختلفة.
حاصل الكلام على ما في شرح الاستاذ أنّ الطريق المتعارف في دفع شر الأعداء هو إظهار الموافقة معهم ، وأمّا مجرّد إلقاء الخلاف فلا يحصل به دفع الشر عادة ، كيف وعادة العامّة على اتّهام الشيعة بالرفض والبدار على إيذائهم بمشاهدة أدنى خلاف منهم ، فهل تحصل التقيّة إذا رأوهم يفعلون ما لا يوافق مذهب أحدهم.
نعم ، لا نضايق من حصول التقيّة بذلك أحيانا ، إلّا أنّه لندرته لا يجدي في حلّ السؤال عن كثرة اختلاف الأخبار.
وأمّا مثل خبر زرارة فلا يدلّ على مدّعاه ، إذ لعلّ جوابه ثانيا وثالثا مثلا كان على وفق مذاهبهم المختلفة اقتضاهما التقيّة.