أمّا المرجحات الخارجية فقد أشرنا إلى أنّها على قسمين : الأوّل : ما يكون غير معتبر بنفسه ، والثاني : ما يعتبر بنفسه ، بحيث لو لم يكن هناك دليل كان هو المرجع.
[القسم الأوّل] : [ما يكون غير معتبر في نفسه].
فمن الأوّل شهرة أحد الخبرين ، إمّا من حيث رواته ، بأن اشتهرت روايته بين الرواة ، بناء على كشفها عن شهرة العمل أو اشتهار الفتوى به ولو مع العلم بعدم استناد المفتين إليه.
____________________________________
ثمّ المراد بالمرجّحات الخارجيّة امور خارجة من نفس الخبرين موجبة لأقربيّة مضمون أحدهما إلى الواقع دون الآخر ، من دون مدخليّة لها في قوة دليليّة أحدهما بالنسبة إلى الآخر ، كالشهرة والإجماع المنقول ونحوهما إذا وافقت أحدهما دون الآخر ، بخلاف الترجيح من حيث السند فإنّه يحصل بامور تقوّي جهة دليليّة أحدهما ، كما في الأوثق مع تصرّف ما.
فقد أشرنا إلى أنّها على قسمين :
الأوّل : ما يكون غير معتبر بنفسه بحيث لو لا الخبر لا ينفع لإثبات الحكم.
والثاني : ما يعتبر بنفسه ، بحيث لو لم يكن هناك دليل كان هو المرجع في إثبات الحكم ، كما يأتي بحثه تفصيلا.
فمن الأوّل شهرة أحد الخبرين ، إمّا من حيث رواته ، بأن اشتهرت روايته بين الرواة ، بناء على كشفها ، أي : شهرة الرواية عن شهرة العمل أو اشتهار الفتوى به.
ولو لا كشفها عن شهرة العمل أو اشتهار الفتوى به لكانت الشهرة بحسب الرواية من المرجّحات الداخليّة دون الخارجيّة.
توضيح الكلام على ما في شرح الاستاذ الاعتمادي أنّ ترجيح أحد الخبرين بالشهرة يتصوّر على ثلاثة وجوه :
أحدها : مجرّد شهرة الرواية ، بأن اشتهر نقلها في كتب الحديث من دون اشتهار استناد الأصحاب إليها أو فتواهم على طبقها ، وهي حينئذ مرجّح صدوري داخلي لا بحث فيه ، ولذا احترز عنه بقوله : بناء على كشفها ... إلى آخره.
ثانيها : شهرة العمل ، بأن اشتهر استناد الأصحاب إليها ، فهي ملازمة لشهرة الرواية ، كما لا يخفى ، وهذه قد تعلم من الخارج وقد تكشف من شهرة الرواية ، ولذا قال : (بناء على