وكذلك إذا لوحظ أيضاً ـ مع ما ذكرنا ـ استجماع جميع تلك الصفات فيه ، مع ما فيه أيضاً من الاختصاص (١) بقرابته القريبة من النبيّ صلىاللهعليهوآله ، حتّى أنّه من جهةٍ أقرب من العبّاس أيضاً ، وبتزويج فاطمة عليهاالسلام سيّدة نساء العالمين ، وبانحصار نسل رسول اللّه صلىاللهعليهوآله في صلبه ، لا سيّما الأئمّة الطاهرين الذين أوّلهم سيّدا شباب أهل الجنّة وآخرهم مهدي هذه الاُمّة ، وبتشرّف تربية النبيّ صلىاللهعليهوآله له عليهالسلام من حين ولادته ، وملازمة كلٍّ للآخَر إلى حين الموت ، وبالمحبّة الخاصّة التي كانت بينه وبين اللّه ورسوله صلىاللهعليهوآله لم تكن لغيره ، كما ينادي به ما سيأتي ثابتاً من حديث الطير (٢) ، ويوم خيبر (٣) وغيرهما ، حتّى أنّ اللّه تعالى لأجل هذا ـ مع وفائه للنبيّ صلىاللهعليهوآله من كلّ جهة ، لا سيّما بيعة الرضوان التي سيظهر أنّه لم يفِ بها أحد مثله ؛ حيث لم يفرّ من حرب أبداً ـ خصّه من بين جميع الاُمّة باُخوّة النبيّ صلىاللهعليهوآله ، بل جعله بمنزلة النفس منه ، بل خلقه مع رسوله صلىاللهعليهوآله من نور واحد وطينة واحدة ، حتّى صار كشجرة واحدةٍ أصلها ثابت وفرعها في السماء ، فشرّف أحدهما بالنبوّة والآخَر بالوصاية والوزارة ، كما سيأتي اشتراكهما وإثباتهما معاً فيما جعله لنفسه أوّلاً من ولاية المؤمنين ، كما تنادي به آية تصدّق الخاتم (٤) ، وحكاية يوم الغدير .
__________________
(١) في «ش» و«س» زيادة : «له» .
(٢) انظر : المعجم الكبير ١٠ : ٣٤٣ / ١٠٦٦٧ ، المستدرك للحاكم ٣ : ١٣٠ ، تاريخ بغداد ١١ : ٣٧٦ / ٦٢٣٢ ، المناقب لابن المغازلي : ١٥٤ ـ ١٧٥ / ١٨٩ ـ ٢١٢ ، ترجمة الإمام عليّ بن أبي طالب من تاريخ دمشق ٢ : ١٠٦ / ٦١٠ .
(٣) انظر : المناقب لابن المغازلي : ١٧٦ ـ ١٨٩ / ٢١٣ ـ ٢٢٤ .
(٤) ( إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ ) ، سورة المائدة ٥ : ٥٥ .