ينفون عن العلم تحريف الغالين ، وانتحال المبطلين ، وتأويل الجاهلين» (١) .
وقد رواها المخالفون هكذا ، كما في الصواعق ، وكتاب شرف النبيّ ، قال رسول اللّه صلىاللهعليهوآله : «في كلّ خلف من اُمَّتي عدول من أهل بيتي ينفون عن هذا الدين تحريف الغالين ، وانتحال المبطلين ، وتأويل الجاهلين ، ألا وإنّ أئمّتكم وفدكم إلى اللّه عزوجل ، فانظروا من توفدون» (٢) .
وقد ذكر الغزالي وغيره : أنّه حُكي لعليّ عليهالسلام عن عهد موسى عليهالسلام أنّ شرح كتابه كان أربعين حملاً ، فقال عليّ عليهالسلام : «لو أذن اللّه ورسوله صلىاللهعليهوآله لأشرح في شرح الفاتحة حتّى يبلغ أربعين وِقْراً (٣) » .
ثمّ قال الغزالي : هذه السعة في العلم لا تكون إلاّ بعلم لدنّي (٤) .
وأقول : من أوضح الواضحات كون علوم الأنبياء والأوصياء ، لا سيّما نبيّنا صلىاللهعليهوآله وعليّ والأئمّة من ذرّيّتهما عليهمالسلام لدُنّيّاً ، بالقرائن الصريحة في ذلك ، حيث أخبروا كثيراً بما ينادي بذلك ، كما سيأتي مفصّلاً في المقالات الآتية ، ولم يرد أصلاً عمل منهم بالرأي والقياس وأمثالهما ، بل صرّحوا ببطلانهما ، كما مرّ (٥) .
__________________
(١) بصائر الدرجات ١ : ٣٠ ـ ٣١ / ١ ، ٣ ، الكافي ١ : ٢٤ / ٢ و٢٥ (باب صفة العلم وفضله وفضل العلماء) ، قرب الإسناد : ٧٧ / ٢٥٠ ، إكمال الدين ١ : ٢٢١ / ٧ وفيها بتفاوت .
(٢) الصواعق المحرقة ٢ : ٤٤١ ، وكتاب شرف النبيّ صلىاللهعليهوآله غير متوفّر لدينا .
(٣) الوِقر : الحِمل .
انظر : النهاية ٥ : ٢١٣ ـ وقر ـ .
(٤) مجموعة رسائل الغزالي (الرسالة اللدنيّة) ٣ : ١٠٦ ، وعنه السيّد ابن طاووس رحمهالله في الطرائف ١ : ٢٠٥ / ٢١٥ ، وسعد السعود : ٥٥٦ ، وفيها بتفاوت .
(٥) في ص٧٥ وما بعدها .