المخالف والمؤالف من أنّ النبيّ صلىاللهعليهوآله قال : « إنّ اللّه تعالى لا يرفع العلم الذي أنزله انتراعاً ينتزعه إليه ، ولكن يقبض العلماء فاتّخذ الناس رؤساء جُهّالاً فأفتوهم على غير علم فضلّوا وأضلّوا » (١) .
نعم ، شرذمة قليلة من الاُمّة تمسّكوا بعد نبيّهم بوصيّه أمير المؤمنين رئيس العترة وأعلم الاُمّة ، كسلمان ، وأبي ذرّ ، والمقداد ، وعمّار ، وحذيفة ، وجابر ، ومالك (٢) ، وحارث (٣) ونظرائهم ممّن ستأتي أسماؤهم ، وأخذوا منه سماعاً كلّ ما احتاجوا إليه من أحكامهم ، كما سمع هو من النبيّ صلىاللهعليهوآله عن اللّه عزوجل بعين ما كان دأبهم في زمان النبيّ صلىاللهعليهوآله، فبقوا على حالتهم
__________________
(١) تقدم تخريجه في ص ٣٧ ، هامش (٤) .
(٢) هو مالك بن الحارث بن عبد يغوث النخعي ، المعروف بالأشتر ، أمير ، من كبار الشجعان ، كان رئيس قومه ، وقد عدّه الشيخ في رجاله من أصحاب عليّ عليهالسلام ، شهد يوم الجمل وأيّام صفّين مع عليّ عليهالسلام ، وولاّه عليٌّ عليهالسلام مصر فمات في الطريق مسموماً ، وتأسّف أمير المؤمنين عليهالسلام لموته ، وقال : « لقد كان لي مثل ما ( كما ) كنت لرسول اللّه صلىاللهعليهوآله » ، وقال أيضاً : « رحم اللّه مالكاً وما مالك عزّ عليّ به هالكاً لو كان صخراً لكان صلداً ، ولو كان جبلاً لكان فِنداً . . . » ، توفّي سنة ٣٧ هـ .
انظر : رجال الكشّي : ١٣٨ / ١١٨ ، خاتمة تفصيل الوسائل للحرّ العاملي : ٣٠ / ٤٥٣ ، تنقيح المقال ٢ : ٤٨ / ١٠٠٢٥ ، قاموس الرجال ٨ : ٦٤٣ / ٦٢٠٧ ، الإصابة ٣ : ٤٨٢ / ٨٣٤١ ، سير أعلام النبلاء ٤ : ٣٤ / ٦ ، الأعلام ٥ : ٢٥٩ .
(٣) لعلّه الحارث بن عبداللّه بن كعب بن أسد الأعور الهمداني ، يكنّى أبا زهير ، من أَولياء أمير المؤمنين ، وعدّه أمير المؤمنين عليهالسلام من ثقاته العشرة ، وكان من مقدّمي أصحاب عليّ عليهالسلام في الفقه والعلم بالفرائض والحساب ، وهو الذي قال له أمير المؤمنين عليهالسلام :
يا حار همدان من يمت يرني |
|
من مؤمن أو منافق قُبلا |
توفّي سنة ٦٥ هـ أيّام ابن الزبير .
انظر : تنقيح المقال ١ : ٢٤٢ / ١٠٢٧ ، قاموس الرجال ٣ : ٨ / ١٦٤٢ ، سير أعلام النبلاء ٤ : ١٥٢ / ٥٤ ، تهذيب التهذيب ٢ : ١٢٦ / ٢٤٨ .