لهم ، وربّوهم كمال التربية مع وجود بعض حالات الخوف والتقيّة .
وقد كان دأب هؤلاء العلماء في كلّ عصر أنّ كلّ من وصل منهم في موسم الحجّ وغيره إلى خدمة إمامه عليهالسلام ، وتعلّم من علومه ما تعلّم كتبه فرجع إلى بلاده وروى ما تعلّم لأصحابه ، حتّى انتشرت أخبارهم في البلاد ، وشاعت علوم الأئمّة وآثارهم بين العباد ، حتّى أنّه كُتبت من عصر الصادق عليهالسلام ـ الذي راج العلم في أوانه لضعف شوكة أهل جور زمانه ـ أربعة آلاف كتاب حديث إلى عصر أبي محمّد الحسن العسكري عليهالسلام ، كلّ كتاب لمؤلّف واحد من رواتهم ، وزاد عدد ثقات الرواة منهم عن الاُلوف ، حتّى أنّ فيهم مثل أبان بن تغلب (١) ، وزرارة بن أعين (٢) ، وحمران بن
__________________
(١) أبان بن تغلب بن رباح الكوفي البكري الجُرَيْريّ ، يكنّى أبا سعيد ، ثقة ، جليل القدر ، عظيم الشأن في أصحابنا ، لقي أبا محمّد عليّ بن الحسين ، وأبا جعفر ، وأبا عبداللّه عليهمالسلام ، وروى عنهم ، وكانت له عندهم خطوة .
وقال له أبو جعفر الباقر عليهالسلام : « اجلس في المدينة وأفت الناس ، فإنّي اُحبّ أن يُرى في شيعتي مثلك » .
وقال أبو عبداللّه عليهالسلام لمّا أتاه نعيه : « أما واللّه ، لقد أوجع قلبي موت أبان » . وصنّف كتاب «الغريب في القرآن» ، توفّي سنة ١٤١ هـ في حياة أبي عبداللّه عليهالسلام .
انظر : رجال الكشّي : ٣٩٥ / ٦٠١ ـ ٦٠٤ ، رجال النجاشي : ١٠ / ٧ ، تنقيح المقال ١ : ٣ / ١٩ ، قاموس الرجال ١ : ٩٧ / ١٧ ، الفهرست لابن النديم : ٢٧٦ ، سير أعلام النبلاء ٦ : ٣٠٨ / ١٣١ ، تاريخ الإسلام (حوادث ١٤١ ـ ١٦٠) : ٥٥ ، تهذيب التهذيب ١ : ٨١ / ١٦٦ .
(٢) هو زرارة بن أعين بن سُنسن الشيباني الكوفي ، اسمه عبد ربّه ، وزرارة لقبه ، يكنّى أبا الحسن ، عدّه الشيخ في رجاله من أصحاب الإمام الباقر والصادق عليهماالسلام ، وثاقته وجلالته وعظم شأنه متّفق عليه ، وتظافرت الروايات بذلك ، بل تواترت . وأمّا الأخبار الواردة في ذمّه فهي من باب التقيّة ولأجل المحافظة عليه من شرّ الأعداء .
توفّي سنة ١٥٠ هـ .