أعين ، ومحمّد بن مسلم ، وجابر بن يزيد ونظرائهم ممّن صرّح علماء : المؤالف والمخالف بتوثيقهم وكمال علمهم ، مع نصّ المخالف بتشيّعهم ، بل غلوّهم فيه ، كما سيأتي مفصّلاً من كتاب ميزان الاعتدال وغيره .
وقد روى أبان هذا ثلاثين ألف حديث عن الصادق عليهالسلام (١) ، وروى جابر عنه وعن أبيه أزيد من خمسين ألف حديث (٢) ، وأمّا زرارة وأمثاله فلا تحصى رواياتهم ، حتّى أنّ كثيراً من علماء المخالفين كأبي حنيفة ، والثوري ، والأعمش وأمثالهم داروا (٣) يراجعون هؤلاء الأئمّة ، ويقتبسون من أنوار علومهم ، ويروون عنهم ، بل عن بعض أصحابهم أيضاً ؛ ولهذا صارت غزارة علوم كلّ واحد واحد من هؤلاء الأئمّة عليهمالسلام مسلّمة عند كلّ علماء الاُمّة ، وطارت فضائل أحوالهم وغرائب آثارهم ونقلة أخبارهم شرقاً وغرباً ، بحيث صنّف جمّ غفير من أصحاب هؤلاء الأئمّة وسائر من تأخّر عنهم من علماء الأُمّة كتباً كباراً في الاُصول والفروع من متعلّقات التوحيد والنبوّة والإمامة والعدل والمعاد ، وخلق الأرواح والأجساد ، والحلال والحرام ، والفرائض والأحكام ، والتفسير والدعاء ، والقصص والمواعظ ، والآداب والأخلاق وغيرها من أنواع العلوم ، وأنحاء الحجج ، وحلّ المشكلات ، وأقسام أحوال ما في الأرضين والسماوات ، وقد نقلوا في تلك الكتب لكلّ مبحث من الاُمور المذكورة أدلّة علميّة مأخوذة من ألسنة
__________________
انظر : الكشّي : ١٣٣ ـ ١٦٠ / ٢٠٨ ـ ٢٦٩ ، تنقيح المقال ١ : ٤٣٨ / ٤٢١٣ ، أعيان الشيعة ٧ : ٤٦ ، الفهرست لابن النديم : ٢٧٦ .
(١) رجال النجاشي : ١٢ .
(٢) انظر : رجال الكشّي : ٢٦٦ / ٣٤٢ .
(٣) أي : اتّفقوا واجتمعوا .