بالآخَر » .
قلت : فإن وافق حُكّامهم الخبرين جميعاً ؟
قال : «إذا كان ذلك فأرجه حتّى تلقى إمامك ، فإنّ الوقوف عند الشبهات خير من الاقتحام في الهلكات » (١) .
ومنهم : سَماعة (٢) في روايته المقبولة عند الأكثر ، قال : سألت أبا عبداللّه عليهالسلام عن رجل اختلف عليه رجلان من أهل دينه كلاهما يرويه ، أحدهما يأمره والآخَر ينهاه عنه ، كيف يصنع ؟
قال : « يُرجئه حتّى يلقى من يُخبره فهو في سعة حتّى يلقاه » . وفي رواية اُخرى : « بأيّهما أخذت من باب التسليم وسعك » (٣) .
حتّى أنّ هذا الأخير رواه الحسن بن الجهم (٤) عن الرضا عليهالسلام
__________________
(١) الكافي ١ : ٥٤ ـ ٥٥ / ١٠ (باب اختلاف الحديث) ، تهذيب الأحكام ٦ : ٣٠١ / ٨٤٥ ، من لا يحضره الفقيه ٣ : ٨ / ٣٢٣٣ ، الاحتجاج ٢ : ٢٦٠ / ٢٣٢ ، الأنوار النعمانيّة ٣ : ٥٢ .
(٢) هو سَماعة بن مِهران الحضرمي الكوفي ، يكنّى أبا ناشرة ، وقيل : يكنّى أبا محمّد ، ثقة ، كان يتّجر في القزّ ، عدّه الشيخ رحمهالله تارة من أصحاب الصادق عليهالسلام ، واُخرى من أصحاب الكاظم عليهالسلام ، توفّي سنة ١٤٥ هـ .
انظر : رجال الطوسي : ٢٢١ / ٢٩٥٨ ، و٣٣٧ / ٥٠٢١ ، تنقيح المقال ٢ : ٦٧ / ٥٢٧١ .
(٣) الكافي ١ : ٥٣ / ٧ (باب اختلاف الحديث) ، بحار الأنوار ٢ : ٢٢٧ / ٦ .
(٤) الحسن بن جَهم بن بكير بن أعين ، يكنّى أبا محمّد ، من أصحاب الكاظم والرضا عليهماالسلام ، ثقة بالإتفاق ، وله كتاب معروف يرويه عدّة من أصحابنا منهم الحسن بن عليّ بن فضّال ، وإبراهيم بن هاشم وغيرهما ، ويروي عن أبيه ، وجدّه ، وعمّه عبداللّه بن بكير .
وله احتجاج لطيف في إثبات قبر مولانا أمير المؤمنين صلوات اللّه عليه في كامل