الخطاب ، مرسلاً عن النبيّ صلىاللهعليهوآله أنّه قال في حديث له : «يأتي زمان على الناس أكثرهم وجوههم وجوه الآدميّين وقلوبهم قلوب الذئاب» ، ثمّ نقل صلىاللهعليهوآله قبائح أفعالهم وعدّ منها أنّه قال : «السنّة عندهم بدعة ، والبدعة فيهم سنّة» (١) ، الخبر ، وسيأتي أيضاً هذا المبحث مفصّلاً في المقالة الموضوعة له من مقالات المقصد الثاني .
ثمّ ممّا يدلّ صريحاً على أصل المقصود ما في صحيح أبي داوُد ، وكتابي ابن أبي شيبة وعبد الرزّاق : عن عليّ عليهالسلام أنّه قال : «لو كان الدين بالرأي لكان باطن القدمين أحقّ بالمسح من ظاهرهما ، ولكنّي رأيت رسول اللّه صلىاللهعليهوآله مسح ظاهرهما» (٢) .
وقد نقل نحوه الشافعي في مسنده بإسناد معتبر عن عبد خير (٣) ،
__________________
عنه : السمعاني ، وأبو بكر الحازمي ، وأبو محمّد الرهاوي ، وغيرهم ، له كتب منها : الطوالات ، وذيل معرفة الصحابة ، وتتمّة الغريبين ، ولد سنة ٥٠١ هـ ، ومات سنة ٥٨١ هـ .
انظر : وفيات الأعيان ٤ : ٢٨٦ / ٦١٨ ، سير أعلام النبلاء ٢١ : ١٥٢ /٧٨ ، العبر ٣ : ٨٤ ، تذكرة الحفّاظ ٤ : ٨٦ / ١٠٩٥ ، شذرات الذهب ٤ : ٢٧٣ .
(١) حكاه عنه المتّقي الهندي في كنز العمّال ١١ : ٢٨٥ / ٣١٥٣٩ ، بتفاوت يسير .
(٢) سنن أبي داوُد ١ : ٤٢ / ١٦٤ ، المصنّف لابن أبي شيبة ١ : ١٩ و١٨١ ، المصنّف لعبد الرزّاق ١ : ١٩ / ٥٧ وفيه بتفاوت .
(٣) هو عبد خير بن يزيد الخيراني نسبة إلى خيران بطن من همدان ، وفي بعض المصادر : الخيواني ، يكنّى أبا عمارة ، وهو من أصحاب أمير المؤمنين عليهالسلام ، ومن خواصّـه ، روى عنه كثيرون ، منهـم : ابن المسيّب ، وأبو إسحاق ، وعطاء بن السائب .
انظر : رجال الطوسي : ٧٨ / ٧٦٠ ، منتهى المقال ٤ : ٩١ / ١٥٧٦ ، تنقيح المقال ٢ : ١٣٧ / ٦٣٢١ ، تاريخ الطبري ٤ : ٤٨٦ ، تاريخ بغداد ١١ : ١٢٤ / ٥٨٢٠ ، اُسد الغابة ٣ : ٣١٧ / ٣٢٥٧ .