عنه عليهالسلام (١) ، وقد رواه الإماميّة أيضاً عن أئمّة أهل البيت عليهمالسلام (٢) .
وأخبارهم في بطلان الرأي والقياس وأمثالهما ـ ممّا لم يكن في الكتاب والسنّة ـ بحدّ لا يحصى ، ولنذكر هاهنا منها شيئاً ، ذكره عنهم غير الإمامية أيضاً ، كما روى جمع عن الصادق عليهالسلام أنّه قال : «إيّاك أن تفتي الناس برأيك أو تدين بما لا تعلم ، ففيهما هلك من هلك» (٣) .
وعنه عليهالسلام ، أنّه سأله زنديق عن مسائل وفيها أنّه قال له : إنّ قوماً قالوا : إنّ الأشياء أزليّة . قال : «هذه مقالة قوم جحدوا مدبّر الأشياء ، وكذّبوا الرسل ، ووضعوا لأنفسهم ديناً بآرائهم واستحسانهم» (٤) .
وروى بشير بن يحيى العامري (٥) عن ابن أبي ليلى (٦) قاضي الكوفة ، قال : دخلت أنا وأبو حنيفة على جعفر بن محمّد عليهماالسلام فرحّب بنا وقال : «يابن أبي ليلى ، من هذا الرجل ؟» قلت : جعلت فداك من أهل الكوفة ، له رأي وبصيرة ونفاذ .
__________________
(١) مسند الشافعي : ٥٩١ / ١٧٤٩ ، وفيه عن ابن عبد خير .
(٢) تفسير الإمام العسكري : ٥٣ ، الذريعة إلى تصانيف الشيعة ٢ : ٧٣٤ ، الخلاف للشيخ الطوسي ١ : ٢١٧ ، وسائل الشيعة ٢٧ : ٥٦ ، بحار الأنوار ٩٣ : ٩٤ .
(٣) المحاسن ١ : ٣٢٤ ـ ٣٢٥ / ٦٥٣ ، ٦٥٤ ، الكافي ١ : ٣٣ / ٢ (باب النهي عن القول بغير علم) ، الخصال : ٥٢ / ٦٦ ، وفيهما بتقديم وتأخير ، .
(٤) الاحتجاج ٢ : ٢١٦ / ٢٢٣ .
(٥) لم نعثر على ترجمته .
(٦) هو محمّد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى ـ واسم أبي ليلى بشار أو بسار ـ الكوفي الأنصاري ، يكنّى أبا عبد الرحمن ، تولّى القضاء لبني أُميّة ثمّ لبني العبّاس ، وهو من أصحاب الرأي ، وأوّل من أفتى به قبل أبي حنيفة ، ولد سنة نيف وسبعين ، ومات سنة ١٤٨ هـ .
انظر : رجال الطوسي : ٢٨٨ / ٤١٨٥ ، الطبقات لابن سعد ٦ : ٣٥٨ ، المعارف : ٤٩٤ ، الفهرست لابن النديم : ٢٥٦ ، وفيات الأعيان ٤ : ١٧٩ /٥٦٤ ، سير أعلام النبلاء ٦ : ٣١٠ / ١٣٣ .