فقال عليهالسلام : «فكيف رضي اللّه في القتل بشاهدين ولم يرض في الزنا إلاّ بأربعة ؟ ».
ثمّ قال له : «الصلاة أفضل أو الصوم ؟ » قال : بل الصلاة أفضل .
قال عليهالسلام : «فيجب على قياس قولك على الحائض قضاء الصلاة دون الصوم ، وقد أوجب اللّه عليها قضاء الصوم دون الصلاة ؟ » .
ثمّ قال له : «البول أقذر أم المَنيّ ؟ » قال : البول أقذر .
فقال عليهالسلام : «فيجب على قياسك أن يجب الغسل من البول دون المَنيّ ، وقد أوجب اللّه عكس ذلك » .
فقال أبو حنيفة : إنّما أنا صاحب رأي .
فقال عليهالسلام : «فما ترى في رجل كان له عبد فتزوّج وزوّج عبده في ليلة واحدة ، فدخلا في امرأتيهما في ليلة واحدة ، ثمّ سافرا وجعلا امرأتيهما في بيت واحد ، فولدتا غلامين فسقط البيت عليهم فقتل المرأتين وبقي الغلامان ، أيّهما في رأيك المالك ؟ وأيّهما المملوك ؟ وأيّهما الوارث ؟ وأيّهما المورّث ؟ » فقال أبو حنيفة : إنّما أنا صاحب حدود .
قال : «فما ترى في رجل أعمى أفقأ عين صحيح ، ورجل أقطع قطع يد رجل ، كيف يقام عليهما الحدّ ؟ » قال أبو حنيفة : إنّما أنا رجل عالم بمباعث الأنبياء .
قال : «فأخبرني عن قوله تعالى لموسى وهارون عليهماالسلام حين بعثهما إلى فرعون : ( لَّعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى ) (١) ، لعلّ منك شكّ ؟ » قال : نعم . قال : «وكذلك من اللّه شكّ إذ قال «لعلّه» ؟ » ، قال أبو حنيفة : لا علم لي .
فقال عليهالسلام : «تزعم أنّك تفتي بكتاب اللّه ولست ممّن ورثه ، وتزعم
__________________
(١) سورة طه ٢٠ : ٤٤ .