من غير فرق بين المعصية وغيرها ، وهو مشكل باعتبار كون النهي لأمر خارج عن حقيقة الصوم المأمور به لنفسه قبل النذر ، وانما أفاده النذر إلزاما ، فيمكن أن يقال بالصحة بعد فرض نية التقرب بالصوم وإن لاحظ مع ذلك حيثية النذر ، نعم خرج من ذلك للنص والفتوى صوم نذر المعصية ، ويبقى غيره على الأصل ، بل قد يقال بالاقتصار على خصوص الصوم دون الصلاة ونحوها من العبادات ، فتأمل جيدا.
وصوم الصمت في شرعنا عند علمائنا أجمع كما في محكي التذكرة والمنتهى وغيرهما ، وقال علي بن الحسين عليهماالسلام في خبر الزهري (١) : « وصوم الصمت حرام » كقول رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم فيما رواه أبو جعفر عليهالسلام في صحيح منصور بن حازم (٢) : « لا صمت يوما إلى الليل » كقوله صلىاللهعليهوآلهوسلم أيضا (٣) في الوصية لعلي عليهالسلام بالإسناد السابق : « ولا صمت يوما إلى الليل ـ إلى ان قال ـ : وصوم الصمت حرام » وقال صلىاللهعليهوآلهوسلم أيضا في خبر زيد بن علي عن أبيه عن علي عليهمالسلام المروي عن معاني الأخبار (٤) « ليس في أمتي رهبانية ولا سياحة ولا ذم يعني سكوت » إلى غير ذلك ، وانما يحرم بأن ينوي الصوم ساكتا ولو في بعض اليوم ، لا الصوم ساكتا ولو في تمام اليوم بدون جعله وصفا للصوم بالنية ، فإنه من المباحات ، بل لو صمت ناويا بعد الصوم فإنما المحرم التشريع بذلك إن لم يتعلق به غرض صحيح دون الصوم الذي صمت فيه ، وأما صوم الصمت بمعنى نية الصوم عن الكلام خاصة فهو غير مراد هنا ، ضرورة كون المراد بيان أنواع الصوم
__________________
(١) الوسائل ـ الباب ـ ٥ ـ من أبواب الصوم المحرم والمكروه الحديث ٢.
(٢) الوسائل ـ الباب ـ ٤ ـ من أبواب الصوم المحرم والمكروه ـ الحديث ٢.
(٣) الوسائل ـ الباب ـ ٥ ـ من أبواب الصوم المحرم والمكروه الحديث ٣.
(٤) الوسائل ـ الباب ـ ٥ ـ من أبواب الصوم المحرم والمكروه الحديث ٤.