بذلك ، قلت : لكن فيه ـ مع عدم المنافاة بين استحبابها واستحباب تلك الثلاثة ـ ان الإجماع بقسميه على خلافه ، نعم في الدروس انه يشعر خبر الزهري (١) بعدم تأكدها ، ولعله لأنه عدها من المخير ان شاء صام وان شاء أفطر ، وفيه انه لم يذكر فيه الصوم المندوب قسما والمخير فيه قسما آخر حتى يكون فيه اشعار بذلك وانما اقتصر فيه على المخير وعد منه هذه الأيام ، فليس المراد منه الا عدم الوجوب والحرمة ، هذا. وقد اعترف الفاضل وغيره بعدم العثور على نص من طرقنا يدل على استحبابها عدا خبر الزهري والخبر المزبور.
قلت : لكن في قرب الاسناد عن الحسن بن ظريف عن الحسين بن علوان (٢) عن جعفر عليهالسلام « ان عليا عليهالسلام كان ينعت صيام رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم قال : صام رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم الدهر كله ما شاء الله ثم ترك ذلك وصام صيام داود يوما لله ويوما له ما شاء الله ثم ترك ذلك فصام الاثنين والخميس ما شاء الله ثم ترك ذلك وصام البيض ثلاثة أيام من كل شهر فلم يزل ذلك صيامه حتى قبضه الله اليه » وفي المحكي عن الدروع الواقية لابن طاوس (٣) عن كتاب تحف العقول تأليف عبد الرحمن بن محمد الحلواني عن علي ابن أبي طالب عليهالسلام قال : « قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : أتاني جبرئيل فقال قل لعلي : صم من كل شهر ثلاثة أيام يكتب لك بأول يوم تصوم عشرة آلاف سنة والثاني ثلاثون ألف سنة والثالث مأة ألف سنة ، قلت يا رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : لي ذلك خاصة أم للناس عامة؟ فقال : يعطيك الله ذلك ولمن عمل مثل ذلك ، فقلت : ما هي يا رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم؟ قال : الأيام البيض من كل شهر ، وهي الثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر » وقال أيضا وجدت في تاريخ نيسابور في ترجمة الحسن بن
__________________
(١) الوسائل ـ الباب ـ ٥ ـ من أبواب الصوم المندوب الحديث ١.
(٢) الوسائل ـ الباب ـ ١٢ ـ من أبواب الصوم المندوب الحديث ٢ والثاني عن الدروع الواقية نقلا من كتاب تحفة المؤمن.
(٣) الوسائل ـ الباب ـ ١٢ ـ من أبواب الصوم المندوب الحديث ٣ والثاني عن الدروع الواقية نقلا من كتاب تحفة المؤمن.