استنباط الأحكام الشرعية في هذه المرحلة من مراحل تطوّر الفقه الإمامي إلى صناعة علمية لها قواعدها وبذلك انفصل البحث الاصولي والكتب الاصولية عن البحث الفقهي وكتب الفقه. وقام البحث الفقهي على نتائج الدراسات الاصولية. وكانت الصناعة الفقهية في هذه الفترة تطوي مراحلها البدائية ولكنّها كانت بداية لعهد جديد.
٢ ـ استحداث فروع جديدة لم تتعرّض لها نصوص الروايات. كما يبدو ذلك جليّا في كتاب ( المبسوط ) للشيخ الطوسي.
٣ ـ ظهور الفقه المقارن بين مختلف مدارس الفقه الإسلامي. وأهمّ أثر فيه هو كتاب الخلاف للطوسي أيضا.
٤ ـ بروز ظاهرة الاجماعات واستخدامها في موارد عدم وجود النصّ الشرعي أو عدم سلامته ، ولم تخل مؤلّفات الفقهاء المتقدّمين على هذا العصر من التمسّك بالإجماع ، إلّا أنّ هذه الظاهرة تبدو في كتب الشيخ بصورة خاصة وفي آثار هذه المدرسة بصورة عامّة أكثر من أيّ وقت سابق.
وبهذا يكون البحث الفقهي قد خطا خطوة كبيرة في هذه المرحلة من حياته وأشرف على أعتاب مرحلة جديدة داخلا دور المراهقة ، وحاملا تجارب ثلاثة قرون حافلة بالجهود المثمرة والتجارب الخصبة (١).
وبالرغم من الفتح الفقهي الكبير الذي قدّر لمدرسة بغداد ( مدرسة المفيد ) على يد الشيخ الطوسي قدسسرهما إلّا أنّ ذلك لم يكن سوى بداية لفتوحات جديدة في تأريخ الفقه حصل عليها الفقه الإمامي عبر مدارس الحلّة وجبل عامل واصفهان والنجف وكربلاء فيما بعد.
__________________
(١) تأريخ فقه أهل البيت عليهمالسلام ، محمد مهدي الآصفي : مدرسة بغداد.