وصنّفهما إلى ثلاث درجات :
١ ـ الصحيح عنده ( الصحيح الأعلائي ).
٢ ـ والصحيح عند المشهور.
٣ ـ والحسن.
وقد أدّى هذا المسلك الذي سلكه ووافقه فيه صاحب المدارك إلى ردود فعل قوية تجلّت في حركة الأخباريين فيما بعد حيث ذهبوا إلى حجية كلّ الأحاديث الواردة في الكتب الأربعة على عكس ما قام به المحقق صاحب المعالم من تهذيب أحاديث الكتب الأربعة وتضييق دائرة الحجية في هذه الموسوعات الحديثية الإمامية المهمّة حتّى انتقدهما صاحب الحدائق ( المحدّث البحراني ) بعنف قائلا : « وأنت خبير بأنّا في عويل من أصل هذا الاصطلاح الذي هو إلى الفساد أقرب من الصلاح حيث إنّ اللازم منه لو وقف عليه أصحابه فساد الشريعة .. » (١).
هذا وقد ناقشه السيد محسن الأمين العاملي بتفصيل بعد نقل كلامه وبيان ما يذهب إليه ، فراجع (٢).
وقد اهتمّ صاحب المعالم بعلم الاصول حتّى اعتبره أهمّ العلوم للمجتهد وقد سعى لتنقيح المباحث الاصولية والاهتمام بما له دخل في الاجتهاد منها. ومن هنا صار كتابه ( مقدمة المعالم ) محورا للتدريس إلى يومنا هذا لسلاسته ودقّته ونظمه وحذفه للبحوث الزائدة بحسب حاجة ذلك العصر.
وأمّا في الفقه فقد تأثّر صاحب المعالم بمدرسة الشهيدين ومدرسة المقدّس
__________________
(١) لؤلؤة البحرين ٤٦ ـ ٤٧.
(٢) أعيان الشيعة ٥ : ٩٢ ـ ٩٣.