رهقا على الظفر بثقة ابن مرجانة به ، وقد قال له : بعد قتله للحسين ـ
«اما واللّه لقد نصحتك في الحسين نصيحة لو نصحتها أبي سعد ابن ابي وقاص لكنت قد اديت حقه» (١) انه لم تكن له شخصية مستقلة ولا ارادة كريمة ، وانما كان ذنبا للسلطة يسعى لكسب عواطفها بأي وسيلة يملكها.
وظاهرة أخرى من نزعات ابن سعد هي التهالك على السلطة والسعي وراء المناصب ، ويقول المؤرخون إنه كان يحث اباه على الحضور في التحكيم لعلهم يعدلون عن علي ومعاوية ويولونه الا ان أباه امتنع من ذلك وقنع بما هو فيه (٢) ولما ولاه ابن زياد ولاية الري ، وهدده بعزله عنها ان لم يخرج لحرب الحسين سمعه أهله يقول :
أأترك ملك الري والري بغيتي |
|
أم ارجع مأثوما بقتل حسين |
لقد رأى أنه اذا حصل على ولاية الري فسوف يظفر بالعيش الوفير والثراء الفاحش ، فاقدم على اخطر جريمة في الاسلام.
ومن ذاتيات ابن سعد خسة الطبع ، فقد انمحت عن نفسه جميع افانين الشرف والكرامة فقد طلب منه مسلم بن عقيل حينما وقع اسيرا
__________________
(١) الطبري ٦ / ٢٦٨
(٢) البداية والنهاية ٧ / ٢٨٣