قال : «كان لحسين أن يعرف أهل العراق ، ولا يخرج إليهم ، ولكن شجعه ابن الزبير» (١) :
وندد ابو سعيد بخروج الامام وقال : «غلبني الحسين على الخروج وقد قلت له : اتق اللّه والزم بيتك ، ولا تخرج على امامك» (٢).
وكانت عمرة بنت عبد الرحمن (٣) تدين بالولاء لبني أمية ، وتخشى على سلطانهم ، وقد رفعت إلى الامام رسالة استعظمت فيها خروجه على يزيد ، وحثته على الطاعة ولزوم الجماعة وحذرته من الخروج وانه سوف يساق إلى مصرعه ، وذكرت في رسالتها انها سمعت عائشة تروى عن النبي (ص) انه قال : يقتل ولدي الحسين ، ولما قرأ الامام رسالتها ، وما جاء فيها من أخبار النبي (ص) بقتله قال : لا بد اذا من مصرعي» (٤).
هؤلاء بعض المنددين بخروج الحسين من معاصريه ، ولم ينظروا إلى
__________________
(١) تأريخ ابن كثير ٨ / ١٦٣
(٢) تأريخ الاسلام للذهبي ١ / ٣٤٢
(٣) عمرة بنت عبد الرحمن بن سعد الانصارية المدنية كانت في حجر عائشة وروت عنها وهي اعلم الناس بحديثها توفيت سنة (١٠٣ ه) تهذيب التهذيب ١٢ / ٤٣٨.
(٤) تأريخ ابن عساكر ١٣ / ٦٩.