فللحلق منها ثلاثة :
فأقصاها مخرجا : الهمزة ، والألف ، والهاء هكذا هي الثلاثة عند سيبويه. وزعم أبو الحسن (١) أنّ الهمزة أوّلا ، وأنّ الهاء والألف بعدها ، وليست واحدة عنده أسبق من الأخرى. ويدلّ على فساد مذهبه ، وصحّة ما ذهب إليه سيبويه ، أنّه متى احتيج إلى تحريك الألف اعتمد بها على أقرب الحروف منها إلى أسفل الفم ، فقلبت همزة ، نحو : «رسالة» و «رسائل». فلو كانت الهاء معها من مخرج واحد لقلبت هاء ، لأنّها إذ ذاك أقرب إليها من الهمزة.
ومن وسط الحلق مخرج : الغين ، والخاء.
ومن أقصى اللسان وما فوقه من الحنك الأعلى مخرج : القاف.
ومن أسفل من موضع القاف من اللسان قليلا ، ومما يليه من الحنك الأعلى ، مخرج : الكاف.
ومن وسط اللسان ، بينه وبين وسط الحنك الأعلى ، مخرج : الجيم ، والشين ، والياء.
ومن بين أوّل حافّة اللسان وما يليها من الأضراس مخرج : الضاد. إلّا أنّك إن شئت تكلّفتها من الجانب الأيمن ، وإن شئت من الأيسر.
ومن أوّل حافة اللسان ، من أدناها إلى منتهى طرف اللسان ، ما بينها وبين ما يليها من الحنك الأعلى ، ممّا فويق الضاحك والناب والرّباعية والثنيّة مخرج اللّام.
ومن طرف اللسان ، بينه وبين ما فويق الثنايا ، مخرج النون.
ومن مخرج النون ، غير أنّه أدخل في ظهر اللسان قليلا ، لانحرافه إلى اللّام ، مخرج : الراء.
ومن بين طرف اللسان وأصول الثنايا مخرج : الطاء ، والدال ، والتاء.
ومن بين طرف اللسان وفويق الثنايا مخرج : الصاد ، والزاي ، والسين.
ومن بين طرف اللسان وأطراف الثنايا مخرج : الظاء ، والثاء ، والذال.
ومن باطن الشفة وأطراف الثنايا العليا مخرج : الفاء.
ومن بين الشفتين مخرج : الباء ، والميم ، والواو.
ومن الخياشيم مخرج : النون الخفيفة.
٢ ـ ذكر تقسيمها بالنظر إلى صفاتها : فمن ذلك انقسامها إلى مجهور ومهموس : فالمهموسة عشرة أحرف يجمعها «ستشحثك خصفه» (٢) وباقي الحرف مجهورة.
والمجهور حرف أشبع الاعتماد عليه في موضعه ، فمنع النّفس أن يجري معه حتى ينقضي الاعتماد. غير أنّ الميم والنون ، من
__________________
(١) هو الأخفش الأوسط.
(٢) ـ أي ستتكدّى عليك خصفة ، وهي امرأة.