كذلك لأنها إذا كان لها موضع من الإعراب تقدّرت بالمفرد لأن المعرب إنما هو المفرد ، والأصل في الجملة ألا تكون مقدّرة بالمفرد. والجمل على قسمين : قسم لا موضع له من الإعراب ، وقد حصرته في اثني عشر قسما.
الأول : أن تقع الجملة ابتداء كلام لفظا ونيّة ، أو نية لا لفظا. نحو : زيد قائم وقام زيد ، وراكبا جاء زيد. فإن وقعت أول كلام لفظا لا نية كان لها محل من الإعراب نحو : أبوه قائم زيد ،.
الثاني : أن تقع بعد أدوات الابتداء فيشمل ذلك الحروف المكفوفة نحو : إنما زيد قائم ، وإذا الفجائية ، نحو : خرجت فإذا زيد قائم ، وهل ، وبل ، ولكن ، وألا ، وأما ، وما النافية غير الحجازية ، وبينما ، وبينا ، نحو : هل زيد قائم ، وما زيد منطلق ، وقول الأفوه الأوديّ : [الرمل]
٢٦٦ ـ بينما النّاس على عليائها |
|
إذ هووا في هوّة فيها فغاروا |
وقال : [الوافر]
٢٦٧ ـ فبينا نحن نرقبه أتانا |
|
معلّق وفضّة وزناد راع |
الثالث : أن تقع بعد أدوات التحضيض ، نحو : هلّا ضربت زيدا.
الرابع : أن تقع بعد حروف الشرط غير العاملة ، نحو : لو لا زيد لأكرمتك ، ولو جاء زيد أكرمتك ، ولمّا جاء زيد أكرمتك ، على مذهب سيبويه (٣) في (لمّا) ، فإنه يذهب إلى أنها حرف. ومذهب الفارسيّ أنها اسم ظرف ، فتكون الجملة عنده في موضع جرّ بإضافة الظرف إليه ، ويقدّرها بحين.
الخامس : أن تقع جوابا لهذه الحروف الشرطية التي لا تعمل ، نحو المثل السابقة.
السادس : أن تقع صلة لحرف أو اسم ، نحو : قام الذي وجهه حسن ، ونحو قول الشاعر : [الوافر]
__________________
٢٦٦ ـ الشاهد للأفوه الأوديّ في ديوانه (ص ١١) ، ولسان العرب (إذا) ، وتاج العروس (إذا) ، وتاج العروس (إذا) ، ونهاية الأرب (٣ / ٦٤) ، وخزانة الأدب (٤ / ٥٤٦).
٢٦٧ ـ الشاهد لنصيب في ديوانه (ص ١٠٤) ، ولرجل من قيس عيلان في الكتاب (١ / ٢٢٦) ، وشرح شواهد المغني (٢ / ٧٩٨) ، وبلا نسبة في أمالي ابن الحاجب (١ / ٣٤٢) ، والجنى الداني (ص ١٧٦) ، وخزانة الأدب (٧ / ٧٤) ، والدرر (٣ / ١١٨) ، ورصف المباني (ص ١١) ، وسرّ صناعة الإعراب (١ / ٢٣) ، وشرح أبيات سيبويه (١ / ٤٠٥) ، وشرح المفصّل (٤ / ٩٧) ، والصاحبي في فقه اللغة (ص ١٤٧) ، ولسان العرب (بين) ، وهمع الهوامع (١ / ٢١١).
(١) انظر الكتاب (٤ / ٣٥٦).