٣٣١ ـ لم يمنع الشّرب منها غير أن نطقت |
|
[حمامة في غصون ذات أو قال] |
بنيت (مثل وغير) على الفتح لإضافتهما إلى غير متمكّن. فإن قيل : فأن والفعل في تأويل المصدر ، وكذلك أنّ المشددة مع ما بعدها. والمصدر اسم متمكن فحينئذ (مثل وغير) قد أضيفا إلى متمكّن ، فلم وجب البناء؟.
قيل : كون أن مع الفعل في تقدير المصدر شيء تقديريّ ، والاسم غير ملفوظ به ، وإنما الملفوظ به حرف وفعل ، فلما أضيفا إلى ما ذكرنا مع لزومهما الإضافة بنيا معها ، لأن الإضافة بابها أن تقع على الأسماء المفردة. فلما خرجت هنا عن بابها بني الاسم.
العاشر : يقال : ضربت زيدا ضربا ، ولا يقال ضربت زيدا أن ضربت ، على إيقاع أن والفعل موقع المصدر ، وأجازه الأخفش (٢).
وحجة الجمهور أنّ (أن) تخلّص الفعل للاستقبال والتأكيد إنما يكون بالمصدر المبهم ، وعلّله بعضهم بأنّ (أن تفعل) يعطي محاولة الفعل ، ومحاولة المصدر ليست بالمصدر ، فكذلك لم يسغ لها أن تقع مع صلتها موقع المصدر.
قال صاحب البديع : أجاز الأخفش مسألة لا يجيزها غيره : ضربت زيدا أن ضربت ، ويقول : هو في تقدير المصدر.
الحادي عشر : قد ينوب المصدر عن الظرف ، نحو : جئتك قدوم الحاجّ ، وانتظرتك حلب ناقة. ولا ينوب في ذلك المصدر المؤول ، وهو أن والفعل ، نحو : (وَتَرْغَبُونَ أَنْ تَنْكِحُوهُنَ) [النساء : ١٢٧] ، إذا قدّر بفي خلافا للزمخشري.
الثاني عشر : قال ابن مجاشع في كتاب (معاني الحروف) : الفرق بين كرهت خروجك ، وكرهت أن تخرج أنّ الأول مصدر غير موقّت ، والثاني مصدر موقّت لأنه بيّن فيه الوقت.
__________________
٣٣١ ـ الشاهد لأبي قيس بن الأسلت في ديوانه (ص ٨٥) ، وجمهرة اللغة (ص ١٣١٦) ، وخزانة الأدب (٣ / ٤٠٦) ، والدرر (٣ / ١٥٠) ، ولأبي قيس بن رفاعة في شرح أبيات سيبويه (٢ / ١٨٠). وشرح شواهد المغني (١ / ٤٥٨) ، وشرح المفصّل (٣ / ٨٠) ، وبلا نسبة في الكتاب (٢ / ٣٤٤) ، وخزانة الأدب (٦ / ٥٣٢) ، وسرّ صناعة الإعراب (٢ / ٥٠٧) ، وشرح التصريح (١ / ١٥) ، وشرح المفصّل (٣ / ٨١) ، ولسان العرب (نطق) و (وقل) ، ومغني اللبيب (١ / ١٥٩) ، وهمع الهوامع (١ / ٢١٩).
(١) انظر همع الهوامع (١ / ١٨٧).