الثلاثون : أن تلي لو لا كقول الشاعر : [البسيط]
٢٨٤ ـ لو لا اصطبار لأودى كلّ ذي مقة |
|
[لمّا استقلّت مطاياهنّ للظّعن] |
الحادي والثلاثون : أن تلي فاء الجزاء ، نحو قولهم في المثل : «إن مضى عير فعير في الرّباط» (٢).
قال : فهذا ما حصل لي من تعداد الأماكن التي يجوز فيها الابتداء بالنكرة. ولا أدّعي الإحاطة ، فلعل غيري يقف على ما لم أقف عليه ، ويهتدي إلى ما لم أهتد إليه ، فمن كانت عنده زيادة فليضفها إلى ما ذكرته راجيا ثواب الله عزّ وجل ، إن شاء الله تعالى. انتهى كلام ابن النحاس.
ثم رأيت بعد ذلك مؤلّفا لبعض المتأخرين قال فيه : قد تتبّع النحاة مسوّغات الابتداء بالنكرة ، وأنهاها بعض المتأخرين إلى اثنين وثلاثين. قال : وقد أنهيتها بعون الله إلى نيّف وأربعين ، فذكر الاثنين والثلاثين التي ذكرها ابن النحاس ، وزاد :
أن تكون معطوفة على معرفة ، كقولك : زيد ورجل قائمان ، فرجل نكرة جاز الابتداء بها لعطفها على معرفة. وأن تلي (إذا) الفجائية. وأن تقع جوابا ، كقولك : درهم ، في جواب ما عندك؟ أي : درهم عندي.
وأن تكون محصورة ، نحو : إنما في الدار رجل. وأن تكون للمفاجأة ، قاله ابن الطراوة ومثّله بقولهم : شيء ما جاء بك (٣) ، وجعل منه المثل : «ليس عبد بأخ لك» (٤) ، وهذه زيادة غريبة.
وأن يؤتى بها للمناقضة ، كقولك : رجل قام لمن زعم أنّ امرأة قامت.
وأن يقصد بها الأمر ، كقوله تعالى : (وَصِيَّةً لِأَزْواجِهِمْ) [البقرة : ٢٤٠] ، على قراءة الرفع.
وأن يفيد خبرها ، نحو : ديناران أخذا من المأخوذ منه درهمان وإنسان صبر على الجوع عشرين يوما ثم سار أربعة برد في يومه.
__________________
٢٨٤ ـ الشاهد بلا نسبة في أوضح المسالك (١ / ٢٠٤) ، والدرر (٢ / ٢٣) ، وشرح الأشموني (١ / ٩٨) ، وشرح التصريح (١ / ١٧٠) ، وشرح ابن عقيل (ص ١١٥) ، والمقاصد النحوية (١ / ٥٣٢) ، وهمع الهوامع (١ / ١٠١).
(١) المثل في مجمع الأمثال (١ / ٢٧) ، والتمثيل والمحاضرة (٣٤٤) ، وجمهرة الأمثال (٢٧).
(٢) انظر الكتاب (١ / ٣٩٤).
(٣) المثل في مجمع الأمثال رقم (٣٤٧٣) ، والمستقصى رقم (١٠٨٦).