والله يصدق ما وعده.
معاشر النّاس ، قد ضلّ قبلكم أكثر الأوّلين. والله لقد أهلك الأوّلين ، وهو مهلك الآخرين [. قال الله تعالى (١) : (أَلَمْ نُهْلِكِ الْأَوَّلِينَ ثُمَّ نُتْبِعُهُمُ الْآخِرِينَ كَذلِكَ نَفْعَلُ بِالْمُجْرِمِينَ وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ).] (٢).
معاشر النّاس ، إنّ الله قد أمرني ونهاني ، وقد أمرت عليّا ونهيته فعلم الأمر والنّهي من ربّه ـ عزّ وجلّ ـ فاسمعوا لأمره تسلموا ، وأطيعوه تهتدوا ، وانتهوا لنهيه ترشدوا ، وصيروا إلى مراده ولا تتفرّق بكم السّبل عن سبيله.
[معاشر النّاس ،] (٣) أنا صراط الله المستقيم الّذي أمركم باتّباعه ، ثمّ عليّ من بعدي ، ثمّ ولدي من صلبه. أئمّة يهدون بالحقّ (٤) وبه يعدلون. ثمّ قرأ ـ صلّى الله عليه وآله وسلم ـ (الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ) إلى آخرها. وقال : فيّ نزلت ، وفيهم نزلت ، ولهم عمّت ، وإيّاهم خصّت ، أولئك «أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون (٥).» ألا إن (حِزْبَ اللهِ هُمُ الْغالِبُونَ) (٦). ألا إنّ أعداء عليّ هم أهل الشّقاق [والنّفاق والحادون ، وهم] (٧) العادون وإخوان الشّياطين الّذين يوحي بعضهم إلى بعض زخرف القول غرورا (٨).
ألا إنّ أولياءهم المؤمنون ، الّذين ذكرهم الله في كتابه فقال ـ عزّ وجلّ ـ (٩) : (لا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوادُّونَ مَنْ حَادَّ اللهَ وَرَسُولَهُ) (إلى آخر الآية.) ألا إنّ أولياءهم الّذين وصفهم الله ـ عزّ وجلّ ـ فقال (١٠) : (الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ). ألا إنّ [الّذين وصفهم الله ـ عزّ وجلّ ـ فقال (١١) :] (١٢) الّذين يدخلون
__________________
(١) المرسلات / ١٦ ـ ١٩.
(٢) من المصدر.
(٣) من المصدر.
(٤) المصدر : إلى الحق.
(٥) إشارة إلى آية ٦٢ ، من سورة يونس.
(٦) المجادلة / ٢٢.
(٧) من المصدر.
(٨) إشارة إلى آية ١١٢ ، من سورة الانعام.
(٩) المجادلة / ٢٢.
(١٠) الأنعام / ٨٢.
(١١) إشارة إلى آية ٤٦ ، من سورة الحجر.
(١٢) من المصدر.