عبد الله بن مسعود قال : لمّا نزلت هذه الآية ، شقّ على النّاس.
وقالوا : يا رسول الله ، وأيّنا لم يظلم نفسه؟
فقال ـ عليه السّلام ـ : إنّه ليس الّذي تعنون. ألم تسمعوا إلى ما قال العبد الصّالح : (يا بُنَيَّ لا تُشْرِكْ بِاللهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ).
واختلف في هذه الآية فقيل : إنّه من تمام قول إبراهيم ـ عليه السّلام ـ. وروي ذلك عن عليّ ـ عليه السّلام ـ.
وفي أصول الكافي (١) : محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن أبي زهراء ، عن الحسن بن موسى الخشّاب ، عن عليّ بن حسّان ، عن عبد الرّحمن بن كثير ، عن أبي عبد الله ـ عليه السّلام ـ. في قول الله ـ عزّ وجلّ ـ : (الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمانَهُمْ بِظُلْمٍ).
قال : آمنوا بما جاء به محمّد من الولاية ، ولم يخلطوها بولاية فلان وفلان [فهو الملبّس بالظّلم] (٢).
وبإسناده (٣) إلى أبي بصير قال : سألت أبا عبد الله ـ عليه السّلام ـ عن قول الله ـ عزّ وجلّ ـ : (الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمانَهُمْ بِظُلْمٍ).
قال : بشكّ.
وفي شرح الآيات الباهرة (٤) ، مثله.
وفي كتاب الاحتجاج (٥) للطّبرسيّ ـ رحمه الله ـ ، بإسناده إلى الإمام محمّد بن عليّ الباقر ـ عليهما السّلام ـ : عن النّبيّ ـ صلّى الله عليه وآله ـ حديث طويل. وفي خطبة الغدير وفيها قال ـ صلّى الله عليه وآله ـ بعد أن ذكر عليّا ـ عليه السّلام ـ وأولاده : ألا إنّ أولياءهم الذين وصفهم الله ـ عزّ وجلّ ـ فقال : (الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ).
وعن أمير المؤمنين (٦) ـ عليه السّلام ـ حديث طويل. وفيه : وأمّا قوله :
__________________
(١) الكافي ١ / ٤١٣ ، ح ٣.
(٢) من المصدر.
(٣) الكافي ٢ / ٣٩٩ ، ح ٤.
(٤) تأويل الآيات الظاهرة / ٦٠.
(٥) الإحتجاج ١ / ٧٩.
(٦) نفس المصدر / ٣٦٨.