يوم الجمعة ثاني يوم قتل أخيه متوجها إلى حصن ذمرمر ليتحصّن به فأدركه الجند المصريون في الطريق يمشي وقد زحف وعجز عن المسير فلم يعرفوه فقتلوه ، ثم تحققوا أنه السّلطان فأخذوا رأسه ورأس أخيه فتقدموا بالرّاسين وبإبنه أبي بكر وابن أخيه الشيخ عامر بن عبد الملك أسيرين وأرسلوا بالراسين إلى صنعاء صحبة الشهاب الجبرتي ليخبر الأمير البعداني أمير صنعاء بذلك ، فلما تحقق الأمير ذلك بكى وسأل الذّمة ليسلم عليهم (١) البلد فأعطوه الذمة ، ودخلوا البلد واستقروا بها ، ومالوا على أهلها فقتلوا منهم جمعا كثيرا ينيفون على الخمسمائة أكثرهم من آل عمار الذين قتلوا برسباي ، وأقاموا بصنعاء نحو شهرين وأخذوا منها أموالا جزيلة من النّهب ومصادرة التجار وغير ذلك ، واستصفوا أموال الأمير علي بن محمد البعداني ، وكانت أموالا عظيمة ، ولما عزموا على التّوجه من صنعاء خنقوا الأمير علي بن محمد البعداني ، وتركوا جماعة منهم بها وساروا إلى زبيد على طريق يخار (٢) ولقيتهم جملة جموع من بني حبيش ومن والاهم إلى الطريق ، وكانت بينهم وقعة هناك عظيمة ظفر فيها بنو حبيش عليهم فنهبوا الأموال ، وقتلوا الأبطال واستنقذوا الشيخ عامر بن عبد الملك منهم ، وأخذوا عليهم جميع ما أخذوه من المقرانة وصنعاء ، وكان وقر ثمانية آلاف جمل من الذخائر والجواهر والذهب والفضه والمصاغ والنفائس والقماش والعدد وغير ذلك وانهزموا في كل جهة ، وتفرقوا شذرمذر ، ودخل الأمير اسكندر والشريف عز الدين إلى زبيد ليلة التّاسع والعشرين من جمادى الأخرى مهزومين مكسورين ومعهم ولد الشيخ عامر أبو بكر أسيرا [وأسروا ابن عمه الشيخ عامر بن عبد الملك بن عبد الوهاب بعد قتل أبوهما كما
__________________
(١) القلائد : إليهم وهو الصواب.
(٢) الأصل : نجار وأصلحناه من القلائد وفي الفضل المزيد ط صالحية نقيل التجار خطا وما أثبتناه من ط شلحد وقرة العيون : ٤٧٠ قال : يخار بضم الياء من تحت وخاء معجمة وراء جبل عال من يحصب العلو ثم من سبا وفي أعلا يخار حصن وإليه ينسب نقيل يخار.