الجزرية في علم التجويد ، والكنز في وقف هشام وحمزة على الهمز ، وشرحا على الشاطبية زاد فيه زيادات ابن الجزري مع فوائد غريبة لا توجد في شرح غيره ، وشرحا على البردة سّماه الأنوار المضية ، وكتاب نفائس الأنفاس في الصحبه والإلتماس (١) ، والروض الزّاهر في مناقب الشيخ عبد القادر ، وتحفة السامع والقاري بختم صحيح البخاري ، ورسائل في العمل بالربع المجيب انتهى ما ذكره السخاوي ملخصا.
قلت (٢) : وارتفع شأنه بعد ذلك فأعطي السعد في قلمه وكلمه ، وصنف التصانيف المقبولة التي سارت بها الركبان في حياته ، ومن أجلها شرحه على البخاري مزجا في عشرة أسفار كبار لعلّه أحسن شروحه وأجمعها وألخصها (٣) ومنها «المواهب اللدنية بالمنح المحمدية» وهو كتاب جليل القدر عظيم الوقع كثير النفع ليس له نظير في بابه.
ويحكى أن الحافظ السيوطي رحمهالله كان يغض منه ويزعم أنه يأخذ من كتبه ويستمد منها ولا ينسب النّقل إليها ، وأنه أدعى عليه بذلك بين يدي شيخ الإسلام زكريا ، فألزمه بيان ما ادّعاه فعدّد عليه مواضع ، قال أنه نقل منها عن البيهقي ، وقال : إن للبيهقي عدة مؤلفات فليذكر لنا ذكره في أي مؤلفاته لنعلم أنه نقل عن البيهقي ، ولكنه رأى في مؤلفاتي ذلك النقل عن البيهقي فنقله برمّته ، وكان الواجب عليه أن يقول نقل السيوطي عن البيهقي ، وحكى الشيخ جار الله بن فهد رحمهالله : أن الشيخ القسطلاني قصد إزالة ما في خاطر الجلال السيوطي فمشى إليه من القاهرة إلى الروضة ، وكان الجلال السيوطي معتزلا عن الناس بالرّوضة ، فوصل إلى باب السيوطي ، فقال له : من أنت ، فقال : أنا القسطلاني جئت إليك حافيا مكشوف الرأس ليطيب خاطرك علي ، فقال قد طاب خاطري ولم يفتح له
__________________
(١) كذا في الأصل وفي الضوء اللامع والنور السافر «الالباس».
(٢) النور السافر : ١٠٦.
(٣) الأصل : وأخصها.