بيت زياد من المهرة وحلفائهم وغيرهم ، فلما فصلوا من البلد شاروا على سعد بادجانة جماعة من أهل البلد بترك الخروج وأن لا فائدة له في ذلك (١).
كفاك تصبّرا على عدوك ...
فقالوا له : فإذا لم يكن بد من ذلك فأنت ...
... ولم يخرج بنفسه.
فلما خرج العسكر إلى «تبالة» ... وأصحابه لقتالهم فالتقوا فلم يكن إلّا كلالا حتى انهزموا هزيمة منكرة ورجعوا هاربين متفرقين شذر مذر أيدي سبا ، منهم من كانت هزيمته إلى جهة قصعر (٢) من أعمال ريدة المشقاص ، ومنهم من كانت إلى جهة غيل أبي وزير ، ولم يدخل البلد أحد منهم إلا مستخف ... (٣) ، منهم خلقا كثيرا وتبعهم السلطان جعفر وعسكره إلى الشحر وطلب الأمان سعد بادجانة فأمنه ، وقيل خفر هو وجماعته وطلعوا البحر ، وصاروا المهرة يومئذ منقسمين بيت زياد مع جعفر وبيت محمد (٤) مع بادجانة ، وكان أخذ بادجانة الشحر سنة ثلاث وثمانين وثمانمائة من بدر بن محمد الكثيري (٥) ، وقيل خرج طريق السّاحل وقيل سافر في بعض الخشب (٦) بأهله وحريمه ، وقيل : إنه بنفسه عزم إلى جهة ميفعة (٧) ، والله أعلم.
__________________
(١) بياض في الأصل.
(٢) كذا في الأصل ، ولعلها قصيعر بصيغة التصغير بلدة من أعمال ريدة المشقاص كما ذكر المؤلف.
(٣) بياض.
(٤) فرع من بيت رعفيت من المهرة انظر القبائل اليمنية : ٣٧٥.
(٥) انظر تاريخ شنبل : ٢٠٠ بتحقيقنا وفيه سنة ٨٨٧.
(٦) جمع خشبة وهي نوع من السفن المستخدمة في ذلك الوقت ، انظر «البحر الأحمر والمحاولات البرتغالية الأولى» لعبد العال : ١٠٧.
(٧) واد من وادي حجر وهو ما يلي الساحل «انظر الشامل : ٧٤».