حقيقة (١) أدخلوه ، وإن يكن غير ذلك عرفه ، فوصل إلى صهيب وصحبته أحمد بن بشر الأيوبي في جمع من آل أيوب وغيرهم ، فلما عليم الأمير بذلك تعب أشدّ التعب ، ولما وصل الشيخ أحمد إلى صهيب أرسل الشيخ عبد القادر بن محمد العمودي إلى الأمير ليستعطف خاطر الأمير ، ويعلمه إن أهل الجبل لم ينقادوا له ، وقالوا له : لا نعرف إنك سلطانا حتى تدخل عدن ، وإنما غرضه [الا أن يدخل عدن ويقيم فيها أياما ثم يخرج](٢) إلى الجبال على رأي الأمير ليتحققوا أهل الجبال إن الأمير منه ظاهرا وباطنا ، فوصل الشيخ العمودي إلى عدن بالرسالة صبح الجمعة فحجبه الأمير ، فلم يمكنه الاجتماع بالأمير قبل صلاة الجمعة ، فلما خرج الأمير إلى الجامع أمر الخطيب أن يخطب للشيخ عبد الملك بن محمد بن عبد الملك ابن داؤد ، فخطب له واجتمع الشيخ عبد القادر العمودي بالأمير بعد الصلاة فبلّغه الرّسالة وأطلع (٣) عليه أوراق الشيخ [أحمد بن محمد] فقال الأمير : الجواب ما قد سمعته من الخطيب ، وأخرجه من البلد في الحال ، وأرسل إلى أحمد بن بشر شيخ آل أيوب بمال جزيل ، وأوعده بوعد جميل أن يتخلى من الشيخ أحمد ، وكذلك أرسل لأمراء الدويدارية (٤) والعبيد الذين مع الشيخ أحمد بمال على أن يتخلوا عنه ، فاتفق أن الشيخ أحمد خرج من محطته لبعض أغراضه ، فأظهر العساكر المقاومة والمقاتلة بينهم البين ، فرجع الشيخ ليصلح أمرهم ، فلم يصل إلى محطته إلّا وقد نهب آل أيوب مخيمه ، وأخذوا جميع ما فيه وانقلب بقية العسكر وراموا (٥) فيه الشر ،
__________________
(١) الأصل : حينئذ. وأصلحناه من القلائد.
(٢) ساقط من الأصل.
(٣) الأصل : وأطلق.
(٤) الدويدار : الكاتب بالفارسية (المنجد) وفي مصطلحات القلقشندي : ١٣٩ «الداودارية.
وظيفة يحمل صاحبها دواة السلطان أو الأمير أو غيرهما ويتولى أمرها مع ما يلحق ذلك من المهمات نحو تبليغ الرسائل عن السلطان أو الأمير أو إبلاغ عامة الأمور».
(٥) الأصل : وربما.