زبيد وعدن إلى صنعاء مع الباشة أويس لأخذ صنعاء ، ولم تبق في عدن رتبة إلّا قليل من الأروام وقتلهم لباشتهم في ذمار كما سيأتي ، فلما علم بذلك وصل إلى عدن يوم ثالث وعشرين شهر جمادى الأولى وطلع عليهم من الخضراء ولم تدر الأروام إلّا بالتكبير فيها والقتل فيهم فانحازوا منهم مائة رومي إلى حسن أغتهم ، فطلبوا الأمان فأمنهم علي بن سليمان وسيّرهم في غراب لأهل منيبار إلى الشحر ، وكان وصولهم إلى الشحر يوم السّابع من شهر جمادى الآخرة من السنة المذكورة ثم إن الباشة أويس وهو الذي أخذ تعز من البصري (١) أمير الإمام شرف الدين كما تقدم ذكر ذلك جمع العساكر إلى صنعا وسار يريد صنعاء ، فلما وصل إلى ذمار قتل في ذمار قتله رجل رومي من أصحابه يسمى البهلوان وهرب (٢) فولوا العسكر أزدمر التركي فقاتلوا صنعاء وأخذوها من الشّريف مطهر بعد قتال وقع بينهم عظيم ، ففتحوا (٣) الأبواب أهل صنعاء وخرجوا منها ، فدخلوها الأروام في شهر رمضان (٤) ، وقتلوا فيها عالما كثيرا واستباحوا النساء والذراري ، ثم إن الباشة ألزم بعد أخذ صنعاء أخرج من الأروام خمسمائة مقدمهم مارزه الرّومي على علي بن سليمان (٥) إلى عدن فخرج للقائهم علي بن سليمان في عسكر يوم الثّاني من شوّال من السنة المذكورة التي أخذ فيها عدن ، فلاقاهم بالرّعارع يوم الثالث عشر أو الرابع عشر من شوال فقتل حصل له بندق رحمهالله وانهزم أصحابه إلى خنفر ، فقدموا الأروام إلى عدن ثاني يوم من قتل علي بن سليمان ، وفيها ولده محمد بن علي بن سليمان ، وفيها غرابين من الإفرنج وجماعة من المهرة فناوشوهم القتال
__________________
فرضة عدن : ٢٢٨ «علي بن سليمان الطولقي بالطاء نسبة إلى الطوالق شرقي أبين.
(١) كذا في الأصول وفي روح الروح «النصيري».
(٢) انظر خبر أويس في البرق اليماني : ٩٦ والإحسان : ٣١ وغاية الأماني.
(٣) كذا وقد نبهنا على مثله فيما سبق.
(٤) أنظر دخول العثمانيين صنعاء في البرق اليماني : ٩٩.
(٥) البرق اليماني : ١٠٠.