فأخذ عن جماعة حتى برع في العلم وتزّوج هناك إمرأة ، فولدت له صاحب الترجمة هذا ، وهو الذي أخذ عنه وتخرج به الفقيه الصّالح علي بن علي بايزيد التولبي الدوعني صاحب «النكت على الإرشاد» والفتاوى المشهورة ، وكانت وفاة الشيخ عثمان في هذا القرن وتاريخ موته لم أعثر عليه ولهذا لم أفرده بالذكر في هذا التاريخ وإلا فهو حقيق بذلك ، وبنو العمودي أهل صلاح وولاية إشتهر منهم جماعة بالعلوم الظاهرة ومقامات الولاية الفاخرة ويقال أن نسبتهم ترجع إلى أبي بكر الصّديق رضياللهعنه وأما خرقتهم (١) ، فهي ترجع إلى الشيخ أبي مدين المغربي رضياللهعنه فإن جدهم الشيخ الكبير والعالم الشهير تاج العارفين ومربي المريدين الشيخ سعيد بن عيسى العمودي نفع الله به أخذها عن الشيخ عبد الله الصّالح رسول رسول الشيخ أبي مدين ، فهي كخرقة قطب العارفين وإمام الأوليا المتمكنين الشيخ الكبير الفقيه محمد بن علي مقدّم التربة نفعنا الله به ، حكى : أن الشيخ أبا مدين أرسل تلميذه الشيخ عبد الرحمن المقعد من الغرب (٢) نائبا عنه وأمره بالذّهاب إلى حضرموت ، وقال له : إن لنا فيها أصحابا سر إليهم ، وخذ عنهم عقد التحكيم وأخبره انه سيموت في أثناء الطريق ، فكان كذلك فمات بمكة المشرفة ، ثم أرسل تلميذه الشيخ عبد الله الصالح كما أمره شيخه ، وقال له : إذهب إلى حضرموت تجد فيها الفقيه محمد بن علي يقرأ في الفقه على الفقيه علي بن أحمد بامروان وسلاحه على رجليه موضوع فأطلبه من عنده وحكمه ، ثم إذهب إلى قيدون تجد فيها الشيخ سعيد بن عيسى العمودي فحكمه ، فلما قدم إلى تريم وجد الفقيه بتلك الصفة التي ذكرها له شيخه ففعل ما أمره ، وذهب إلى قيدون كذلك ، وكان الشيخ سعيد أحد كبار مشايخ حضرموت مشهورا بالولاية الكاملة والكرامات العظيمة ، وكان كاملا مربّيا مسلّكا ، وبه انتفع الشيخ أبو معبد وغيره ، وله في ناحيته ذرية مباركون وأتباع وزاوية لهم مشهورة ،
__________________
(١) أي سند لبس الخرقة الصوفية.
(٢) النور : المغرب.