في مناقبه في كتابة الموسوم بمواهب القدوس في مناقب إبن العيدروس ، من ذلك جملة شافية مقنعة كافية ومنها : أن عمه الشيخ علي بن أبي بكر شهد له بالقطبية ، وحكى عن بعض الثقات إنه قال : حججت سنة تسع وتسعمائة فبينما أنا أطوف إذ برجل عليه هيبة أهل الصّلاح أخذ بيدي ، وقال لي : أنت فلان بلادك كذا وأخبرني بأشياء جرت لي ولم أعرفه أنا قبل ذلك ، ثم قال : أتدري من غوث الأولياء اليوم ، قلت لا : قال : غوثهم الشريف أبو بكر بن عبد الله العيدروس الذي بعدن ، فقلت : له منذ كم هو في القطبية قال : منذ سنتين ، فهولاء العلماء والصالحين ، الذين عاصروه ، وبكل فضل وصفوه ، ولم نذكر منهم إلّا اليسير إذ هم جم غفير وجمع كثير ، وحكى من مجاهداته أنه هجر النوم ، أكثر من ثلاثين سنة ، وأمّا كراماته فكثيرة كقطر السّحاب لا تدرك بعدّ ولا حساب ، منها ما حكي إنه لما رجع من الحج دخل زيلع وكان الحاكم بها يومئذ محمد بن عتيق ، فاتفق أنها ماتت أم ولد للحاكم المذكور ، وكان مشغوفا بها فكاد عقله يذهب لموتها ، فدخل عليه سيدي لما بلغه عنه من شدة الجزع ليعزبه ويأمره بالصبر والرضا بالقدر ، وهي مسجاه بين يدي الحاكم بثوب فعزّاه وصبره فلم يفد فيه ذلك وأكبّ على قدم سيدي الشيخ يقبلها وقال : يا سيّدي إن لم يحي الله هذه مت أنا أيضا ولم تبق لي عقيدة في أحد ، فكشف سيدي عن وجهها وناداها بإسمها فأجابت لبيك ورد الله روحها وخرج الحاضرون ، ولم يخرج سيدي الشيخ حتى أكلت مع سيدها الهريسة ، وعاشت مدة طويلة ، ولسيدي من الكرمات والخوارق ما يعجز عن تعبيره اللسان ولا يحصره البيان ، ومناقبه أكثر من أن تحصر وأشهر من أن تذكر :
وليس يزيد الشّمس قدرا ورفعة |
|
إطالة ذي وصف وإكثار مادح |
وقد صنف في مناقبه العلامة جمال الدين محمد بن عمر بحرق الحضرمي كتابه المسمى بمواهب القدوس في مناقب ابن