فأقرّ به ، وذلك في صفر سنة ستين وخمس مئة بباب المراتب ، قال : أخبرنا أبو العلاء غياث بن محمد بن أحمد ابن العقيلي قراءة عليه ، قال : أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن ريذة ، قال : حدثنا سليمان بن أحمد الطّبراني ، قال (١) : حدثنا أحمد بن محمد بن أبي موسى الأنطاكي ، قال : حدثنا محمد بن عبد الرحمن بن سهم ، قال : حدثنا عيسى بن يونس ، عن معاوية بن يحيى ومالك ابن أنس ، عن الزّهري ، عن أنس أنّ النّبيّ صلىاللهعليهوسلم قال : «لكل دين خلق ، وخلق الإسلام الحياء» (٢).
__________________
(١) المعجم الصغير ١ / ٣١.
(٢) إسناده ضعيف ، قال الطبراني بعد أن ساقه : «لم يروه عن مالك إلا عيسى بن يونس ، تفرد به ابن سهم». أما رواية معاوية بن يحيى فضعيفة لضعف معاوية ، ولذلك رويت هذه الرواية التي قرن بها مالك ، وظاهر إسنادها حسن. ورواه الخطيب في تاريخه ٨ / ٥٠٩ من طريق عيسى بن يونس عن مالك وحده ، به ، وظاهر الإسناد حسن أيضا. والذي في موطأ مالك (٢٦٣٤ رواية الليثي و ١٨٨٩ برواية الزهري و ٦٧٩ برواية سويد بن سعيد الحدثاني و ٩٥٠ برواية محمد بن الحسن الشيباني) وما نقله وكيع في الزهد (٣٨٣) عنه ، وكذلك هناد بن السري في الزهد أيضا (١٣٤٧) : عن سلمة بن صفوان بن سلمة الزرقي ، عن يزيد بن طلحة ابن ركانة يرفعه إلى النبي صلىاللهعليهوسلم قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم «لكل دين خلق ، وخلق الإسلام الحياء» ، وقال ابن عبد البر : هكذا هذا الحديث في الموطأ عند جمهور الرواة عن مالك» (التمهيد ٢١ / ١٤١) يعني مرسل ، وقد عدّه العلامة الشيخ ناصر الدين الألباني عند الكلام على هذا الحديث في صحيحته (رقم ٩٤٠) إسنادا آخر ، وجعله شاهدا للحديث المتقدم ، فخلص إلى أنّ مالك بن أنس رواه بإسنادين. قال بشار : وفي هذا نظر ، فقد قال ابن عبد البر معلقا على حديث يزيد بن طلحة بن ركانة : «وقد روي عن عيسى بن يونس عن مالك عن الزهري عن أنس عن النبي صلىاللهعليهوسلم أنه قال : لكل دين خلق وخلق هذا الدين الحياء. وذلك عندنا خطأ وإنما هو لمالك عن سلمة بن صفوان لا عن الزهري عن أنس ، وحديث عيسى بن يونس إنما هو عن معاوية بن يحيى عن الزهري عن أنس ، لا عن مالك بن أنس ، ذكره البزار ...» ثم ذكره بإسناده.
من هنا يتضح أن ابن عبد البر ، وهو الخبير بمالك وموطئه ، أنكر أن يكون عيسى بن يونس قد رواه عن مالك ، وعدّ ذلك خطأ ، ولعل الخطأ من محمد بن عبد الرحمن بن سهم