محمد بن عبيد الله ابن الرّطبيّ ، والشريف أبو المظفّر محمد بن أحمد ابن التّريكي ، والرئيس أبو منصور مسعود بن عبد الواحد بن الحصين ، وجماعة يطول ذكرهم ويتعذّر حصرهم.
وإليه انتهى حفظ الحديث ومعرفة رجاله في زمانه ، وعليه كان المعتمد فيه ، وإليه يرجع فيما يشكل منه.
قال أبو الفتوح نصر بن أبي الفرج ابن الحصري عند ذكر وفاته : وهو آخر من بقي من حفّاظ الحديث الأئمة فيه.
سمعت غير واحد من شيوخنا يذكر أبا بكر الباقداريّ ويصفه بالحفظ والإتقان ، ومعرفة الرّجال والأسانيد والمتون ، مع كونه ضريرا مقصورا إلا أنّه كان حفّظة ، حسن الفهم ، جيّد المعرفة ، شهد له شيوخه وأقرانه بذلك. وبلغني أنّ الشّيخ أبا الفضل بن ناصر كان يراجع الباقداري في أشياء ويرجع إلى قوله فيها.
حدّث بشيء من مسموعاته ، وخرّج شيئا عن شيوخه. سمع منه أقرانه ورفقاؤه وغيرهم رغبة في علمه ومعرفته منهم : الشّريف أبو الحسن عليّ بن أحمد بن عمر الزّيدي ، وأبو إسحاق إبراهيم بن محمود ابن الشّعّار ، والقاضي أبو المحاسن عمر بن عليّ القرشيّ ، وأبو الفتوح نصر بن أبي الفرج الحصريّ ، وأبو منصور عبد اللطيف بن يحيى الدّينوري ، وجماعة آخرون.
قرأت على أبي بكر عبد الله بن عمر بن عليّ الوكيل ، قلت له : أخبركم الحافظ أبو بكر محمد بن أبي غالب بن أحمد الباقداريّ ، قراءة عليه وأنت تسمع في صفر سنة ست وستين وخمس مئة ، قال : أخبرنا أبو المظفّر محمد بن أحمد ابن عليّ الهاشمي وسعيد بن أحمد بن الحسن وأبو بكر محمد بن عبيد الله ، قالوا : أخبرنا أبو نصر محمد بن محمد بن عليّ الزّينبي ، قال : حدثنا أبو بكر محمد بن عمر الكاغدي ، قال : حدثنا عبد الله بن أبي داود ، قال : حدثنا إسحاق