وولي خدمة الصّوفية بالرّباط المذكور في ذي القعدة من سنة خمس وثمانين وخمس مئة ، والنّظر في وقفه ووقف التّربة المجاورة له والسبيل لها بطريق مكّة. وظهر من نزاهته وعفّته وقيامه بما ردّ إلى نظره ما أرضى الخاصّ والعام (١). كتبت عنه.
قرأت على الشّيخ أبي الفضل أحمد بن عبد المنعم بن محمد من أصل سماعه ، قلت له : أخبركم والدك الشيخ أبو الفضائل عبد المنعم بن محمد قراءة عليه وأنت تسمع ، فأقرّ به ، قال : أخبرنا أبو الفتح عبيد الله بن محمد بن أردشير الهشامي قراءة عليه بمرو ، قال : أخبرنا جدّي أبو العباس أردشير بن محمد ، قال : أخبرنا أبو محمد الحسن بن حليم بن محمد ، قال : أخبرنا أبو الموجّه محمد بن عمرو بن الموجّه الفزاري ، قال : أخبرنا أحمد بن يونس ، قال : حدّثنا زهير ، عن عاصم بن عبيد الله ، عن عبد الله (بن عامر) (٢) بن ربيعة ، عن أبيه ، عن عمر بن الخطاب أنّ النّبيّ صلىاللهعليهوسلم قال : «تابعوا بين الحجّ والعمرة فإنّهما ينفيان الفقر والذّنوب كما ينفي الكير خبث الحديد» (٣).
__________________
(١) هكذا أثنى عليه المؤلف خيرا. أما صاحبه ابن النجار فقد أثنى عليه شرا ، فقال ـ كما نقله الصفدي في الوافي ـ : «كتبت عنه على عسر كان فيه ونكد وحمق وكبر وجهمة وسوء عقيدة ، وكان مذموم الطريقة والسيرة». وذكر سبط ابن الجوزي أنه كان له خادم خان في الأموال وبلغ الخليفة فأخذ الخادم وأقر وقال : المال عند أخت بهاء الدين ، فعزل بهاء الدين عما كان عليه ، فرأى الذل والهوان بعد العز والإمكان ، ومرض بهاء الدين في تلك الحالة ، فولى الخليفة القاضي الزنجاني أمر الرباط وحمل بهاء الدين إلى بيت أخته على نهر عيسى ، فتوفي (المرآة ٨ / ٥٨٦).
(٢) ما بين الحاصرتين ليس في النسخ ، ولا بد منه.
(٣) إسناده ضعيف ، لضعف عاصم بن عبيد الله ، وهو ابن عاصم بن عمر بن الخطاب ، ولكن المتن صحيح من غير هذا الوجه.
أخرجه الحميدي (١٧) ، وابن ماجة (٢٨٨٧ م) ، وأبو يعلى (١٩٨) ، والطبري في التفسير ٢ / ٣١٠ من طريق عاصم بهذا الإسناد.