من بيت معروف بالعدالة والقضاء والفقه والرّواية. وأبو العباس هذا أحد الشّهود المعدّلين ، وقد تقدّم ذكرنا لأبيه (١).
شهد عند قاضي القضاة أبي القاسم عبد الله بن الحسين ابن الدّامغاني في اليوم الثاني من ولايته وهو يوم الأربعاء سادس عشري شهر رمضان سنة ثلاث وست مئة ، وزكّاه العدلان أبو العباس أحمد بن أكمل العبّاسي ، وأبو محمد عبد الله بن أحمد بن باقا.
وسمع الحديث من جماعة منهم : أبو القاسم سعيد بن أحمد ابن البنّاء ، وأبو بكر محمد بن عبيد الله ابن الزّاغوني ، وأبو الوقت عبد الأوّل بن عيسى السّجزي ، ووالده وخلق كبير. وكتب بخطّه لنفسه ولغيره كثيرا. سمعنا منه.
قرأت على أبي العبّاس أحمد بن محمد ابن الفرّاء بمنزله بباب الأزج ، قلت له : أخبركم أبو القاسم سعيد بن أبي غالب ابن البنّاء قراءة عليه وأنت تسمع ، فأقرّ به ، قال : أخبرنا أبو القاسم عليّ بن أحمد ابن البسري البندار قراءة عليه ، قال : أخبرنا أبو طاهر محمد بن عبد الرّحمن المخلّص ، قال : حدّثنا أبو القاسم عبد الله بن محمد البغوي ، قال : حدّثنا أبو عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل (٢) وعبيد الله بن عمر القواريري ، قالا : حدّثنا معاذ بن هشام الدّستوائي ، قال : حدّثني أبي ، عن قتادة ، عن عكرمة ، عن ابن عبّاس أنّ رجلا أتى النبيّ صلىاللهعليهوسلم فقال : يا نبيّ الله إني شيخ كبير يشقّ عليّ القيام فمرني بليلة لعلّ الله يوفّقني فيها لليلة القدر. فقال : «عليك بالسّابعة» (٣). وهذا لفظ أحمد بن حنبل.
ولد أبو العباس هذا بواسط حيث كان والده قاضيها بعد سنة أربعين
__________________
(١) الترجمة (٤٤١).
(٢) في المسند ١ / ٢٤٠.
(٣) إسناده صحيح.
أخرجه الطبراني في المعجم الكبير (١١٨٣٦) ، والبيهقي في السنن الكبرى من طريق أحمد ، به. وقوله : «عليك بالسابعة» أي : السابعة والعشرين.