من أهل الكوفة ؛ من بيت معروفين بالنّقابة والإمارة والتّقدم.
وأبو الحسين هذا قدم بغداد ، وأقام بها ، وصاهر شرف الدّين أبا القاسم علي بن طراد الزّينبي على ابنته. وكان مقيما بداره على شاطىء دجلة قريبا من باب المراتب. سمع ببغداد من الشيخ أبي محمد عبد الله بن أحمد ابن الخشّاب شيئا من «الموفّقيات» (١) جمع الزّبير بن بكّار. وتولّى نقابة النّقباء الطالبيين ، وخلع عليه ، وقرىء عهده ، ولقّب بالنّقيب الطاهر ، في يوم الأحد سابع عشر ربيع الأول من سنة ثلاث وست مئة ؛ ولّاه ذلك الوزير أبو الحسن ناصر بن مهدي بداره ، وخرج بالسّواد والطّيلسان والحنك ، ومعه العلويون وجمع كثير ، وبين يديه العهد إلى داره بباب الأزج.
وأصابه صمم في آخر عمره. سمعنا من لفظه أحاديث كتبناها عنه.
حدثنا النّقيب أبو الحسين محمد بن محمد بن عدنان العلويّ من لفظه ، ونحن نسمع ، قال : أخبرنا الشيخ أبو محمد عبد الله بن أحمد بن أحمد النّحوي قراءة عليه وأنا أسمع ، قال : أخبرتنا فاطمة بنت أبي حكيم عبد الله بن إبراهيم الخبري ، قالت : أخبرنا أبو منصور عليّ بن الحسن الكاتب ، قال : حدثنا أبو عبد الله أحمد بن محمد بن خالد الكاتب ، قال : أخبرنا أبو محمد عليّ بن عبد الله بن العباس الجوهريّ ، قال : حدثنا أبو الحسن أحمد بن سعيد الدّمشقي ، قال : حدثني الزّبير بن بكار قال : حدثني أبو ضمرة أنس بن عياض اللّيثي ، قال : حدثني نوفل بن مسعود أنّه سمع أنس بن مالك يقول : سمعت رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقول : «ثلاث من لقي الله وهنّ فيه حرم على النّار وحرمت النّار عليه : إيمان بالله ورسوله ، والثانية : حبّ الله ـ عزوجل ـ والثالثة : لئن توقد نار فيلقى فيها أحبّ إليه من أن يرجع إلى الكفر (٢).
__________________
(١) حققه صديقنا الدكتور سامي مكي العاني ، وطبع غير مرة.
(٢) إسناده حسن ، نوفل بن مسعود روى عنه جمع وذكره ابن حبان في الثقات ولا نعلم فيه