عشر ألف دينار وخمسين ألف درهم فضة ، وأخرج من بئر صندوق فيه ستة آلاف دينار وشيء من المصالح ، وحضرت أحماله من السفر فوجد فيها ستة آلاف دينار ومائة وخمسون ألف درهم فضة ، وغير ذلك من تحف وثياب وأصناف ، وألزم والي مصر بإحضار بناته ، فنودي عليهنّ في مصر والقاهرة ، وهجمت عدّة دور بسببهنّ ونال الناس من نكاية أعدائهم في هذه الكائنة كل غرض ، فإنه كان الرجل يتوجه إلى أحد من جهة صرغتمش ويرمي عدوّه بأنّ عنده بعض حواشي ابن زنبور ، فيؤخذ بمجرّد التهمة ، ولقي الناس من ذلك بلاء عظيما.
ثم حمل إلى داره وعرّي ليضرب ، فدل على مكان استخرج منه نحو من خمسة وستين ألف دينار ، فضرب بعد ذلك ، وعرّيت زوجته وضرب ولده فوجد له شيء كثير إلى الغاية. قال الصفديّ خليل بن أيبك الملقب صلاح الدين في كتاب أعيان العصر : وأمّا ما أخذ منه في المصادرة في حال حياته فنقلت من خط الشيخ بدر الدين الحمصيّ في ورقة بخطه على ما أملاه القاضي شمس الدين محمد البهنسيّ ، أواني ذهب وفضة ستون قنطارا ، جوهر ستون رطلا ، لؤلؤ أردبان ، ذهب مصكوك مائتا ألف وأربعة آلاف دينار ، ضمن صندوق ستة آلاف حياصة ، ضمن صناديق زركش ستة آلاف كلوته ذخائر ، عدّة قماش بدنه ، ألفان وستمائة فرجية بسط ، (١) آلاف صنجة دراهم خمسون ألف درهم ، شاشات ثلثمائة شاش ، دواب عاملة سبعة آلاف حلابة ، ستة آلاف خيل وبغال ألف ، دراهم ثلاثة أرداب ، معاصر سكر خمسة وعشرون معصرة ، إقطاعات سبعمائة ، كل إقطاع خمسة وعشرون ألف درهم ، عبيد مائة ، خدّام ستون ، جواري سبعمائة ، أملاك القيمة عنها ثلاثمائة ألف دينار ، مراكب سبعمائة ، رخام القيمة عنه مائتا ألف درهم ، نحاس قيمته أربعة آلاف دينار ، سروج وبدلات خمسمائة ، مخازن ومتاجر أربعمائة ألف دينار ، نطوع سبعة آلاف ، دواب خمسمائة ، بساتين مائتان ، سواقي ألف وأربعمائة. وكان في وقت القبض عليه أشدّ الناس قياما في إفساد صورته الشريف شرف الدين عليّ بن الحسين نقيب الأشراف ، والشريف أبو العباس الصفراوي ، وبدر الدين ناظر الخاص ، وأمير المؤمنين ، والصوّاف ، واستادار الأمير صرغتمش ، فأوّل ما فتحوه من أبواب المكايد أن حسنوا الصرغتمش أن يأمر بالإشهاد عليه. أن جميع ماله من الأملاك والبساتين والأراضي والوقف والطلق جميعها من مال السلطان دون ماله ، فصير إليه ابن الصدر عمر وشهود الخزانة ، فاشهد عليه بذلك ، ثم كتبوا فتي في رجل يدعي الإسلام ويوجد في بيته كنيسة وصلبان وشخوص من تصاوير النصارى ، ولحم الخنزير ، وزوجته نصرانية ، وقد رضي لها بالكفر ، وكذلك بناته وجواريه ، وأنه لا يصلي ولا يصوم ونحو ذلك ، وبالغوا في تحسين قتله حتى قالوا لصرغتمش : والله لو فتحت جزيرة قبرص ما كتب لك أجر من الله بقدر ما يؤجرك الله على ما فعلته مع هذا ، فأخرج في باشا
__________________
(١) بياض في الأصل.