فصار ما خرج عن باب زويلة بساتين إلى المشهد النفيسيّ ، وبجانب البساتين طريق يسلك منها إلى قلعة الجبل التي أنشأها السلطان صلاح الدين المذكور على يد الأمير بهاء الدين قراقوش الأسديّ ، وصار من يقف على باب جامع ابن طولون يرى باب زويلة ، ثم حدثت العمائر التي هي الآن خارج باب زويلة بعد سنة سبعمائة ، وصار خارج باب زويلة الآن ثلاثة شوارع ، أحدها ذات اليمين ، والآخر ذات الشمال ، والشارع الثالث تجاه من خرج من باب زويلة ، وهذه الشوارع الثلاثة تشتمل على عدّة أخطاط.
فأما ذات اليمين فإن من خرج من باب زويلة الآن يجد عن يمينه شارعا سالكا ينتهي به في العرض إلى الخليج ، حيث القنطرة التي تعرف بقنطرة الخرق ، وينتهي به في الطول من باب زويلة إلى خط الجامع الطولوني ، وجميع ما في هذا الطول والعرض من الأماكن كان بساتين إلى ما بعد السبعمائة. وفي هذه الجهة اليمنى ، خط دار التفاح ، وسوق السقطيين ، وخط تحت الربع ، وخط القشاشين ، وخط قنطرة الخرق ، وخط شق الثعبان ، وخط قنطرة آقسنقر ، وخط الحبانية ، وبركة الفيل ، وخط قبو الكرمانيّ ، وخط قنطرة طقزدمر ، والمسجد المعلق ، وخط قنطرة عمر شاه ، وخط قناطر السباع ، وخط الجسر الأعظم ، وخط الكبش ، والجامع الطولوني ، وخط الصليبة ، وخط الشارع ، وما هناك من الحارات التي ذكرت عند ذكر الحارات من هذا الكتاب.
وأما ذات اليسار ، فإن من خرج من باب زويلة الآن يجد عن يساره شارعا ينتهي به في العرض إلى الجبل ، وينتهي به في الطول إلى القرافة ، وجميع ما في هذه الجهة اليسرى كان فضاء لا عمارة فيه البتة ، إلى ما بعد سنة خمسمائة من الهجرة ، فلما عمر الوزير الصالح طلائع بن رزيك جامع الصالح الموجود الآن خارج باب زويلة ، صار ما وراءه إلى نحو قطائع ابن طولون مقبرة لأهل القاهرة ، إلى أن زالت دولة الخلفاء الفاطميين ، وأنشأ السلطان صلاح الدين يوسف بن أيوب قلعة الجبل على رأس الشرف المطلّ على القطائع ، وصار يسلك إلى القلعة من هذه الجهة اليسرى فيما بين المقابر والجبل ، ثم حدثت بعد المحن هذه العمائر الموجودة هناك شيئا بعد شيء ، من سنة سبعمائة ، وصار في هذه الشقة خط سوق البسطيين ، وخط الدرب الأحمر ، وخط جامع المارديني ، وخط سوق الغنم ، وخط التبانة ، وخط باب الوزير ، وقلعة الجبل ، والرميلة ، وخط القبيبات ، وخط باب القرافة.
وأما ما هو تجاه من خرج من باب زويلة فيعرف بالشارع ، وقد تقدّم ذكره عند ذكر الأسواق من هذا الكتاب ، وهو ينتهي بالسالك إلى خط الصليبة المذكورة آنفا ، وإلى خط الجامع الطولونيّ ، وخط المشهد النفيسي ، وإلى العسكر ، وكوم الجارح ، وغير ذلك من بقية خطط ظواهر القاهرة ومصر ، وكانت جهة القاهرة البحرية من ظاهرها فضاء ينتهي إلى بركة الجب ، وإلى منية الاصبغ التي عرفت بالخندق ، وإلى منية مطر التي تعرف بالمطرية ،