أخوه إبراهيم ، ومات فاتك سنة ثلاث وخمسمائة ، فملك بعده ابنه منصور بن فاتك ، وهو صغير فثار عليه عمه إبراهيم فلم يظفر ، وثار بزبيد عبد الواحد بن جياش وملكها ، فسار إليه عبد فاتك واستعادها ، ثم مات منصور وملك بعده ابنه فاتك بن منصور ، ثم ملك بعده ابن عمه فاتك بن محمد بن فاتك بن جياش في سنة إحدى وثلاثين وخمسمائة ، حتى قتل سنة ثلاث وخمسين وخمسمائة ، وهو آخر ملوك بني نجاح ، فتغلب على اليمن عليّ بن مهديّ في سنة أربع وخمسين.
وأما الصليحيّ : فإنه عليّ بن القاضي محمد بن علي ، كان أبوه في طاعته أربعون ألفا فأخذ ابنه التشيع عن عامر بن عبد الله الرواحيّ ، أحد دعاة المستضيء ، وصحبه حتى مات ، وقد أسند إليه أمر الدعوة ، فقام بها وصار دليلا لحاج اليمن عدّة سنين ، ثم ترك الدلالة في سنة تسع وعشرين وأربعمائة ، وصعد رأس جبل مسار في ستين رجلا ، وجمع حتى ملك اليمن في سنة خمس وخمسين ، وأقام على زبيد أسعد بن شهاب بن عليّ الصليحيّ ، وهو أخو زوجته وابن عمه ، ثم انه حج فقتله بنو نجاح في ذي القعدة سنة ثلاث وسبعين ، واستقرّت التهائم لبني نجاح ، واستقرّت صنعاء لأحمد بن عليّ الصليحيّ المقتول ، وتلقب بالملك المكرم. ثم جمع وقصد سعيد بن نجاح بزبيد وقاتله وهزمه إلى دهلك ، وملك زبيد في سنة خمس وسبعين ، فعاد سعيد وملك زبيد في سنة تسع وسبعين ، فأتاه المكرم فقتله في سنة إحدى وثمانين ، فملك جياش أخو سعيد ومات المكرم بصنعاء سنة أربعة وثمانين ، فملك بعده أبو حمير سبأ بن أحمد المظفر بن عليّ الصليحيّ في سنة أربع وثمانين حتى مات سنة خمس وتسعين ، وهو آخر الصليحيين ، فملك بعده عليّ بن إبراهيم بن نجيب الدولة ، فقدم من مصر إلى جبال اليمن في سنة ثلاث عشرة وخمسمائة ، وقام بأمر الدعوة والمملكة التي كانت بيد سبأ ، ثم قبض عليه بأمر الخليفة الآمر بأحكام الله الفاطميّ بعد سنة عشرين وخمسمائة ، وانتقل الملك والدعوة إلى الزريع بن عباس بن المكرم ، وآل الزريع من إل عدن ، وهم من حمدان ، ثم من جشم ، وبنوا المكرم يعرفون بآل الذنب. وكانت عدن للزريع بن عباس وأحمد بن مسعود بن المكرم ، فقتلا على زبيد ، وولي بعدهما ولداهما أبو السعود بن زريع وأبو الغارات بن مسعود ، ثم استولى على الملك والدعوة سبأ بن أبي السعود بن زريع حتى مات سنة ثلاث وثلاثين وخمسمائة ، فولي بعده ولده الأعز عليّ بن سبأ ، وكان مقامه بالرمادة ، فمات بالسل ، وملك أخوه المعظم محمد في سنة ثمان وثلاثين.
وولي من الصليحيين أيضا المملكة السيدة سنة بنت أحمد بن جعفر بن موسى الصليحيّ ، زوجة أحمد المكرم ، ولقبت بالحرّز ، ومولدها سنة أربعين وأربعمائة ، وربتها أسماء بنت شهاب ، وتزوّجها الملك المكرم أحمد بن أسماء ، وهو ابن علي الصليحيّ ، سنة إحدى وستين ، وولاها الأمر في حياته ، فقامت بتدبير المملكة والحروب ، وأقبل زوجها على لذاته حتى مات ، وتولى ابن عمه سبأ ، فاستمرّت في الملك حتى مات سبأ ، وتولى ابن