فيها ، فإنها كانت تشرف على قصره ، واعتنى بها الأمير أبو الجيش خمارويه بن أحمد بن طولون ، وجعل لها الستور الجليلة والفرش العظيمة ، في كلّ فصل ما يناسبه. فلما زالت دولة بني طولون وخرب القصر والميدان ، كانت قبة الهواء مما خرب ، كما تقدّم ذكره عند ذكر القطائع من هذا الكتاب ، ثم عمل موضع قبة الهواء مقبرة وبني فيها عدّة مساجد.
قال الشريف محمد بن أسعد الجوانيّ النسابة في كتاب النقطة في الخطط : والمساجد المبنية على الجبل ، المتصلة باليحاميم المطلة على القاهرة المعزية التي فيها المسجد المعروف بسعد الدولة ، والترب التي هناك ، تحتوي القلعة التي بناها السلطان صلاح الدين يوسف بن أيوب علي الجميع ، وهي التي نعتها بالقاهرة ، وبنيت هذه القلعة في مدّة يسيرة ، وهذه المساجد هي مسجد سعد الدولة ، ومسجد معز الدولة. والي مصر ، ومسجد مقدّم بن عليان من بني بويه الديلميّ ، ومسجد العدّة بناه أحد الأستاذين الكبار المستنصرية ، وهو عدّة الدولة ، وكان بعد مسجد معز الدولة ، ومسجد عبد الجبار بن عبد الرحمن بن شبل بن عليّ رئيس الرؤساء. وكافي الكفاة أبي يعقوب بن يوسف ، الوزير بهمدان ، ابن عليّ. بناه وانتقل بالإرث إلى ابن عمه القاضي الفقيه أبي الحجاج يوسف بن عبد الجبار بن شبل ، وكان من أعيان السادة ، ومسجد قسطة ، وكان غلاما أرمنيا من غلمان المظفر بن أمير الجيوش ، مات مسموما من أكلة هريسة.
وقال الحافظ أبو الطاهر السلفيّ : سمعت أبا منصور قسطة الأرمنيّ والي الاسكندرية يقول : كان عبد الرحمن خطيب ثغر عسقلان يخطب بظاهر البلد في عيد من الأعياد ، فقيل له : قد قرب منا العدو. فنزل عن المنبر وقطع الخطبة ، فبلغه أن قوما من العسكرية عابوا عليه فعله ، فخطب في الجمعة الأخرى داخل البلد في الجامع خطبة بليغة قال فيها : قد زعم قوم أن الخطيب فزع ، وعن المنبر نزع ، وليس ذلك عارا على الخطيب ، فإنما ترسه الطيلسان وحسامه اللسان ، وفرسه خشب لا تجري من الفرسان ، وإنما العار على من تقلد الحسام وسنّ السنان ، وركب الجياد الحسان ، وعند اللقاء يصيح إلى عسقلان.
وكان قسطة هذا من عقلاء الأمراء المائلين إلى العدل ، المثابرين على مطالعة الكتب ، وأكثر ميله إلى التواريخ وسير المتقدّمين ، وكان مسجده بعد مسجد شقيق الملك ، ومسجد الديلميّ ، وكان على قرنة الجبل المقابل للقلعة من شرقيها إلى البحريّ ، وقبره قدّام الباب. وتربة ولخشى الأمير والد السلطان رضوان بن ولخشى ، المنعوت بالأفضل ، كان من الأعيان الفضاء الأدباء ، ضرب على طريقة ابن البوّاب ، وأبي عليّ بن مقلة ، وكتب عدّة ختمات ، وكان كريما شجاعا يلقّب فحل الأمراء ، وكانت هذه التربة آخر الصف ، ومسجد شقيق الملك الأستاذ خسروان صاحب بيت المال أضيف إلى سور القلعة البحري إلى المغرب قليلا ، ومسجد أمين الملك صارم الدولة مفلح صاحب الملجس الحافظيّ كان بعد مسجد